فهد عبدالله العجلان
العمل الدبلوماسي يتطلب تأهيلاً عالياً قد تكون الخبرة وتراكم التجارب أهم مقوماته، لكن التأهيل العلمي والأكاديمي قد لا يكون الفيصل في نجاح الدبلوماسي أو فشله، إذ إن خصائص الشخصية وملكاتها تمثل اللبنة الأساسية لبنائه وارتفاع سقف أدائه.
قبل أيام زارنا طلاب معهد الأمير سعود الفيصل - يرحمه الله - للدراسات الدبلوماسية وكانت البهجة التي غمرت الزميل رئيس التحرير والزميل مدير التحرير للشؤون المحلية وشخصي، إن الحوار الذي دار بيننا وبين الطلاب يمثل تطبيقا لمادة الإعلام والعلاقات العامة، والتي تمثل متطلباً أساسياً لتخرج وتأهيل الطلاب للعمل الدبلوماسي، كان الحوار يمس تفاصيل العمل الإعلامي وتحدياته وإشكالات الخطاب الإعلامي المعادي للمملكة العربية السعودية في الإعلام الغربي خلال هذه الفترة.
معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية بات اليوم رقماً هاماً وفاعلاً بين مراكز التأهيل والتدريب الدبلوماسي حيث يلجأ إليه عدد من المراكز في العالم للاستشارة والتعاون في مجالات مختلفة، ولإتمام هذا التميز. أتساءل اليوم حول إمكانية تطوير مسار انتقاء الكفاءات الدبلوماسية مبكراً سواء من خلال المعهد أو الجامعات السعودية المختلفة، حيث يتم تأهيل الدبلوماسي مبكراً وانتقاؤه في صفوف الدراسة الأولى، والبدء بتأهيله ليكون على معرفة باللغة والثقافة في البلد المستهدف العمل فيه بشكل معمق.
وفي كثير من دول العالم تتبنى وزارة الخارجية هذه المهمة من خلال علاقات إستراتيجية مع الجامعات وكليات العلوم الإنسانية.
اليوم أعتقد أن جيلاً جديداً استفاد من برنامج الابتعاث الذي أطلقه الملك عبدالله بن عبد العزيز- يرحمه الله- وهو يمثل مخزوناً بشرياً ومعرفياً هاماً للوطن وقادر على أن يساهم في تقديم الكفاءات بشكل ملائم، فليت وزارة الخارجية الموقرة تركز النظر على هؤلاء المبتعثين والمبتعثات فقد قطعوا نصف الطريق في التأهيل، ولدى الكثير منهم الحماس والتحدي والتجربة لخدمة الوطن في ظل التحديات التي تواجهه!