العقيل يروي قصة نجاح «جرير» التي بدأت بمكتبة صغيرة راهن الجميع على خسارتها ">
المجمعة - فهد الفهد:
نظَّمت الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة المجمعة ممثلة في لجنة شباب الأعمال بالغرفة أمس الأول الثلاثاء، لقاءا مفتوحا بعنوان «قصة نجاح» مع رجل الأعمال المعروف الأستاذ عبد الله بن عبد الرحمن بن ناصر العقيل العضو المنتدب لشركة جرير للتسويق الذي استضافته عمادة شؤون الطلاب بجامعة المجمعة على مسرح الجامعة ضمن برنامج (لقاء الخميس)، وذلك بحضور وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور أحمد بن علي الرميح وأمين عام الغرفة الأستاذ عبد الله بن إبراهيم الجعوان.
وقدم اللقاء الأستاذ أحمد بن عبد الرحمن التركي، والذي استهله الأستاذ منصور البطي أمين لقاء الخميس بكلمة رحب فيها بضيف اللقاء ووكيل الجامعة والحضور، مبينا أن اللقاء يأتي ضمن محطات برنامج لقاء الخميس مع عدد من رجالات الأعمال.
عشق التجارة
بعد ذلك تحدث ضيف اللقاء الأستاذ عبدالله العقيل، بكلمة شكر فيها القائمين على اللقاء والجامعة على استضافته، ثم ذكر أنه كان يعشق العمل التجاري منذ نعومة أظافره، حيث كان لديه عندما كان طالبا في المرحلة المتوسطة، بسطه صغيرة تحتوي على بعض المستلزمات، كان يبيع على جيرانه وأصدقائه، وأضاف: «والدي كان يعمل مدير مدرسة وكان - رحمه الله - يعلمنا الانضباط ويزرع الثقة في نفوسنا، ومن هذا المنطلق اشترينا مكتبة صغيرة اسمها مكتبة جرير، كان ذلك في عام 1394هـ بمبلغ زهيد جدا، وقمنا بالعمل فيها مع والدنا، حيث كنا نذهب إليها بعد عودتنا من المدرسة وكان المسئول عنها هو أخي إبراهيم - رحمه الله - وكان معيدا في الجامعة وبعد أن سافر لتحضير الدراسات العليا، عملت فيها أنا وأخي عبد الكريم، حيث كانت بدايات هذه المكتبة صغيرة ومبيعاتها حوالي 7000 ريال شهريا، وكان بها موظف واحد فقط يعمل بها أثناء تواجدنا في المدرسة.
وفي عام 1398هـ قمنا بتوسيع مقر المكتبة وإجراء بعض التحسينات فيها، وقد صدمنا مالك العقار، بعد أن خسرنا في تجهيزها بالطلب منا إخلاء العقار، وقد أقلقنا ذلك كثيرا لأننا خسرنا في هذا المقر الشيء الكثير، فقمنا باستئجار مقر آخر بتكلفة 500 ألف ريال سنويا، وأخذ أخي المهندس محمد قرضا من الصندوق، وكان الجميع يراهن على خسارتنا لأن الإيجار كان كبيرا جدا إلا أننا واجهنا التحدي وذلك بالعمل الدؤوب».
على مستوى المملكة
وقال العقيل: «كان التحدي الآخر هو أننا جعلنا الإيجار عشر سنوات خشية أن يحدث لنا ما حدث مع صاحب العقار الأول واعتقد (غير جازم) أنه كان المحل الوحيد على مستوى المملكة، الذي يعمل له عقد لمدة عشر سنوات، كان ذلك عام 1399هـ وكان والدي - رحمه الله - مشرفا علينا وموجها لنا. ومنذ ذلك الحين انطلق العمل وبالتحديد في 6-12-1399هـ وذلك من خلال افتتاحنا لعدة شركات وقمنا بتوزيع العمل، بحيث يكون كل واحد منا مسئولا عن شركة وبدأ العمل يتطور رغم أن بدايتنا صادفت الركود الاقتصادي الذي مرت به المملكة، مشيرا إلى أن أول مشروع قاموا به كان بتكلفة 21 مليون ريال، وأذكر أننا قد ربحنا ولله الحمد، ومنه عرفنا العمل وهذا في الواقع جزء من انطلاقة مكتبة جرير.
وفي عام 2003م بدأنا في التفكير بتحويلها إلى شركة مساهمة، كي تبقى قوية وتستمر مع الجيل الثاني، حيث دخل آخرون في إدارتها، وأضاف العقيل أن شركاتهم تعمل بنظام بعيد عن المجاملات حتى مع أبنائنا، حيث لا يتولى أحد من أفراد العائلة المسئولية إلا بعد أن يثبت قدراته وجدارته وكفاءته.
نجاح جرير
وأشار العقيل إلى أنه رغم عملنا إلا أن الوالد - رحمه الله - كان يركز علينا دائما ويحثنا على ضرورة إنهاء دراستنا الجامعية على أقل تقدير، ثم تحدث عن أسباب نجاح «جرير»، وقال إن نجاحها يتمحور في إدارتها الناجحة، حيث استطعنا أن نجعل الموظف يشعر أنه يعمل في شركته ونعامله كزميل وليس كموظف، نشعر الموظفين دائما بالأمان والطمأنينة، وأن هذا العمل هو عملهم حتى أصبح وبين أنه حتى ينتج الموظف، لابد أن يشعر براحة نفسية وأن تكون البيئة التي يعمل فيها جيدة، كما أننا نعمل على المحافظة على الموظفين وعلى انتمائهم للشركة وعلى التعامل الجيد والأخلاق وعلى المبادئ التي تعلمناها جميعا من ديننا الحنيف، نبتسم في وجه الموظف وتسود بيننا وبينه الشفافية نهتم به وبأسرته نقف معه عند الحاجة، وهذا في الواقع سبب نجاح جرير، فلعلك عندما تزور أحد فروع جرير تلاحظ أن الغالبية من العاملين فيها لديهم انتماء لها واهتمام بها من جميع النواحي.
فرص العمل
بعد ذلك أجاب العضو المنتدب لـ»شركة جرير» للتسويق، على أسئلة واستفسارات الحضور. وحث في ختام اللقاء الشباب على العمل، مؤكدا أن فرص العمل في بلادنا كثيرة، كما حثهم على حب الصنعة التي يعملون فيها مع الإلمام بها وأن يرسم كل شاب الأهداف التي يعتزم الوصول إليها، كما ذكر أنه جبل ولله الحمد على فعل الخير والمساهمة في أعمال الخير، وقال إنني أحس بلذة كبيرة عندما أساهم في أي عمل خيري، مؤكدا أن عمل الخير يجب أن يكون خالصا لوجه الله خاليا من الرياء، وفي ختام اللقاء شكر أمين عام الغرفة الأستاذ عبد الله الجعوان ضيف اللقاء الأستاذ عبد الله العقيل على ما تطرق له من خلال تجربته الناجحة في عمله، كما شكر الجامعة على استضافة اللقاء.