فهد بن جليد
عندما رأيت الزبون الذي أمامي، والذي أمامهُ أيضاً، يقبلان (بالعلك) بدل (الهلل)، تأبطتُ شراً وبحلقت عيوني في عيون (السيد كاشير) عندما قال لي شوف لك علك بـ(نصف ريال)، وقلت له (ليش ما يبقى لك أنت نصف عندي)؟ لا أريد (علوك) أبي (النصف ريال) حسب النظام؟!.
طبعاً نظر فيني من فوق لتحت، وكأني به يقول (وش ذا العلة)؟ لأنني (زبون غريب) لا أشبه سماحة وتسامح بقية المتسوقين السعوديين الذين لا يدققون مثلي في (الأنصاص)، ومفردها (نُص)، وهي كناية عن (نصف ريال) أي (50 هللة)، هللة (تنطح هللة)!.
أرجو ألا تعتبروني (قعيطياً) بسبب هذا التصرف، والقعاطة لمن لا يعرفها هي مُصطلح دارج في (لهجتنا المحلية) كناية عن البُخل، ويقال: إن أصلها مُندرج من (الدولة القعيطية) وهي حضارة سادت وبادت في وادي (حضرموت) -مالكم في الطويلة- تدرون أن (الكاشير) ما هان عليه يسامحني في الـ(50 هللة)، وكان ينتظر مني أنا الزبون أن أتسامح؟!.
لماذا نخجل من الفراطة؟ هل هذا كرم للتاجر؟ أم تفريط للعامل الذي يكسب ضعف راتبه من هذه (الهللات)؟ خصوصاً أن هناك من يستحقون المساعدة لو بحثنا عنهم!.
كُنت أشعر أن ترك (القطعة المعدنية) للكاشير هو نوع من المساعدة في تحمل فروقات الصندوق في نهاية اليوم، وأحياناً أشعر أن أخذ (القطعة المعدنية) عيب و لا يتناسب مع بريستيجي كمتسوق سعودي (بثوب وشماغ).. ولكن بعد أن رأيت ردة الفعل لأنني طالبت (بالهلل) لأول مرة؟ قررت عدم تركه مُطلقاً!.
أنصحك بأحد الحلول التالية حاسب (بالبطاقة البنكية)، احمل (هلل) في جيبك (كحل مُسبق)، أو انتظر حتى تحن علينا مؤسسة النقد وتصدر ورقة نقدية فئة (50هللة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي