فهد بن جليد
آخر أنواع (الهياط الأمريكي) في نيويورك، هو بيع (دونات خاصة) محشوة بالكريمة ومرشوشة بالذهب، قطعة الدونات الواحدة تباع (بمئة دولار)، بينما الدونات العادية لا يتجاوز سعرها (الدولارين) المهايط ليس هنا فحسب؟ فصاحب المطعم تفاجأ في البداية بأن الزبائن يشترون (نصف درزن) دفعة واحدة بـ 600 دولار، ولكنه عاد وعلق في وسائل الإعلام الأمريكية وهو يعد الدولارات التي كسبها على طريقة: لا غرابة هؤلاء (صبيان نيويورك) أهل الكرم والجود (لا عدمناهم)!.
ما يُميز أبناء العم (سام)، أن مهايطهم من جيوبهم مباشرة، فالخواجة يعزمك على حسابك، ولعل بعض أصدقائي المُبتعثين تأثروا بتلك النظرية حتى انطبق عليهم مثل (أبخل من مادر) - وهو رجل من بني هلال كان أبخل رجال عصره - أذكر أنني أوصلت أحدهم إلى (مطار دبي) نهاية الأسبوع الماضي، فقال لي في الطريق مازال الوقت باكراً، (آر يو لايك كوفي)؟! فأومأت برأسي، وأوقفت السيارة وذهب يطلب القهوة، فيما أنا أدفع عند ماكينة (رسوم المواقف)؟!.
الأخ (المُبتعث حديثاً) طلب وحاسب، فمن الطبيعي أن أقف بجواره ننتظر الطلب سوياً، ولكن المُفاجأة أنه طلب لنفسه فقط، فبدأت أقلِّب مفتاح سيارتي بيدي وسط (ابتسامة صفراء) مُتمتماً بأنني لا أريد قهوة أصلاً، على طريقة ترى بدفعك (أجرة المشوار)!.
نحن سبقنا الخواجات في هياط (التهام الذهب) من أيام الفنان الكويتي خالد العبيد ومقولته الشهيرة (انا اللي آكل الذهب آكال .. هممم) في مسلسل (الأبريق المكسور)؟ فقد كتبت هنا في رمضان عام 1432هـ عن بعض السعوديين الذين يشربون الشاي والقهوة (ببودرة الذهب) على أساس أنها علاج للكثير من الأمراض، وتساعد على نظارة البشرة؟!.
لو كنت أملك (مطبخاً) لاستغليت (سذاجة) المهايطية الجُدد، وقمت برش (المفاطيح) بالذهب - إكراماً لضيوفهم - على طريقة (مهايطية نيويورك)، والحسّابه بتحسب (والجرام) بخمسة جنيه؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.