طالعت في «الجزيرة» العدد 15833 بتاريخ 24 ربيع الآخر 1437 هجرياً تحت عنوان (عدد مستخدمي خدمة واتس آب يصل إلى مليار مستخدم). العالم الآن في حالة اتصال دائم من خلال هذه البرامج، وهي متعددة، وتعمل من خلال الاتصال بالشبكة العنكبوتية كما يطلق عليها. وفي الوقت الحالي أصبحت خدمة الإنترنت من الخدمات الضرورية، وخصوصاً في بلادنا الغالية التي تستخدم الحكومة الإلكترونية والذكية فيها الكثير من الدوائر الحكومية والخاصة بهدف التواصل مع الجمهور من خلال المواقع الإلكترونية.
البدائع (قرطبة نجد) يبلغ عدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة. تعشق بها الكتَّاب، وسطروا فيها أجمل الكلمات، وتغنى فيها الشعراء، وقال فيها المسؤولون إنها نموذج لكل مدينة متطورة وجميلة؛ إذ تشاهد على جوانب الطرق الأرض الخضراء والأزهار بجميع أشكالها وألوانها وأنواعها. والأشجار والنخيل ترقص فرحاً بقدوم ضيوفها، إلا أنه من يعكر الأجواء والمناظر الجميلة في البدائع شركات الاتصالات التي أجمل ما يقال عنها في الخدمات التي تقدمها في محافظة البدائع (لم ينجح أحد فيها)، وخصوصاً في خدمة الإنترنت؛ فالسرعة معدومة، والأبراج جميعها دائماً ما يكون عليها ضغط بسبب عددها القليل من جميع الشركات، بل ربما تنفجر من شدة الضغط عليها، بل حينما يصلك مقطع أو رابط قد لا تستطيع أن تعرف ما فيه حتى ساعات متأخرة من الليل؛ إذ يخف الضغط على الأبراج، أو عليك الاتجاه إلى المحافظات القريبة من أجل فتح هذا الرابط أو الدخول لهذا الموقع، أو عليك الصعود إلى السطوح؛ لعل وعسى تشبك مع أحد الأبراج القريبة!! وحينما تنهال العروض المغرية من إحدى شركات الاتصالات في خدمة الإنترنت تستبشر خيراً؛ ولذلك حينما أُعلن (بضم الألف) أحد العروض توجَّهتُ إلى هذه الشركة مسرعاً، وكان العرض هو 20 ميجا، وحينما حضر الفني قال موقعك هذا لا يخدمك بالكثير إلا 8 ميجا! إحباط ليس بعده إحباط. ولعل الإخوة في شركات الاتصالات إلى الآن لا يدركون أهمية خدمة النت في المنازل والدوائر الحكومية، وكذلك لعلهم لا يعلمون الكثير عن محافظة البدائع التي تعتبر من كبرى المحافظات بالقصيم من حيث عدد السكان والمساكن.. إذا كان الإخوة في شركات الاتصالات يبدعون في كيفية زيادة أرباح شركاتهم، وكيف يحرصون على ذلك، ولا أقول كيف (يشفطون) ما في جيوب العملاء؛ لأن هذا حقهم إذا كانت الخدمات خالية من جميع العيوب والنقص.
أتمنى منهم كذلك الإبداع والتميز في معرفة أهمية الإنترنت. وكذلك تتشرف محافظة البدائع بزيارة المسؤولين عن الشركات من أجل الوقوف على وضع خدماتهم الضعيفة المقدمة لعملائهم في محافظة البدائع. وعند الزيارة أتمنى استخدام أجهزتهم الذكية وغيرها، ومحاولة الدخول في البدائع إلى مواقع شركاتهم أو فتح المقاطع، ويكون ذلك في وقت الذروة. بكل تأكيد سوف ينتظرون إلى ساعات الليل المتأخرة أو الاتجاه إلى إحدى المدن القريبة. وأتمنى من المسؤولين بالاتصالات وتقنية المعلومات بمنطقة القصيم الخروج من مكاتبهم، والعمل الميداني، وأن يكون قدوتهم أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل - وفقه الله - الذي يمارس ويحث على العمل الميداني؛ لأن العمل الميداني هو - كما يقال - من يضع اليد على الجرح. وزيارة محافظة البدائع ستكون مثمرة، وأن تأخذ الطابع العملي! والوقوف على هذه المشكلة وعلاجها عاجلاً لأنه لا يوجد بيت في البدائع إلا وقد تعرض للخسائر المالية من هذه الشركات التي لم تقدم الخدمات المعلَنة والمفترض أن تقوم بها. أتمنى أن يجد ما كتبته الصدى السريع والتفاعل الجميل من وزارة وجدت كل الدعم والتشجيع من حكومتنا الرشيدة الحازمة مع كل مقصّر. وبإذن الله تعالى بعد هذا المقال سوف تتغنى محافظة البدائع بالخدمات الحقيقية المقدمة من شركات الاتصالات من الجيل الرابع والألياف البصرية وجميع الخدمات المقدمة، وتكون مستمرة ولا تنقطع بين الحين والآخر، ولا نسمع العذر المشهور دائماً وهو (الضغط على هذا البرج وذاك)!! وأن لا نحتاج لفتح المقاطع التي تسمى الثقيلة إلى تأجيل فتحها ومشاهدتها حتى الوصول إلى المدن القريبة من البدائع، أو في ساعات الليل المتأخرة، أو الصعود إلى السطوح والطعوس!!.. ودمتم.
- خالد عبدالرحمن الزيد العامر