فهد بن جليد
مُنذ يوم أمس الأول وأنا أحمل (متراً قماشياً) بيدي, لمعرفة (قُطر رأس) كل صديق عزيز, لأزوّده بالمعايير والمقاسات التي عليه أنّ يطبّقها على( رؤوس صغاره) بعد خصم نسبة كبر الرأس الطبيعية, للاطمئنان أنهم لم يتعرضوا لأحدث الفيروسات العالمية (زيكا ), تماشياً مع إعلان منظمة الصحة العالمية بوجود (شكوك قوية) بأن هناك علاقة سببية بين (صغر الرأس) وإصابة المولود بالفيروس!
مُجتمعنا استقبل أخبار (فيروس زيكا) ببرود؟ لم يكن هناك أي تفاعل من الناس كالعادة, مُعظمنا يتابع النشرات بصمت, فسيناريو المُحتمل لإصابتك ضعيف يُشترط فيه حمل الفيروس من خارج المملكة, نتيجة لدّغة البعوض, وأن ينقل من شخص إلى شخص آخر, إنهم يتحدثون عن البعوض في (أمريكا وإنجلترا) , والأجواء ما زالت باردة لدينا, وخالية من البعوض, ولكن ماذا عن الأيام المُقبلة؟!
يتوقّع أن تتكون لدينا مُستنقعات مائية بعد شتاء ماطر, وسيخرج (ملايين البعوض) مع ارتفاع درجات الحرارة, وسترتفع المخاوف من تسجيل حالات (زيكا في السعودية) , مثلما حدث مع H1N1 وغيره من الفيروسات (التجارية) إن جاز لنا التعبير, لك أن تتخيل أن فصيلة البعوض (الزاعج) والناقل للفيروس يعيش في بعض المحافظات المصرية وتتم مُكافحته بحسب الطب الوقائي هناك!
تقرير تلفزيوني غربي أظهر هذا الأسبوع (سيارة أبحاث) وهي تطلق ملايين البعوض (الذكري) المُعدل وراثياً في الهواء الطلق, من أجل القضاء على أنثى (الزاعج), وبالتالي ظهور جيل جديد من البعوض (غير ناقل للفيروس), تبدو هذه عملية مُعقدة ويستحيل تطبيقها عملياً في بيئتنا, إذاً الحل هو في (الوقاية القبلية) برش المُبيدات, والقضاء على المُستنقعات, وهذه ستكلفنا أقل من علاج المرضى, أو استقدام عقاقير ستنتجها مراكز الأبحاث؟!
علينا أن نختار بين هذا وذاك؟ بوادر الهدف التجاري والتسويقي بدأت تظهر, بعدما دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر, بأن الفيروس قد يعلن (حالة صحية طارئة) على مستوى العالم خلال أيام؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.