د.عبدالعزيز العمر
تصور لو أن وزير التعليم اصطحب معه صباح الغد أحد كتبه (أو أي كتاب آخر) وهو في طريقه متوجهاً إلى مكتبه بالوزارة، ثم توقف وهو في طريقه عند عينة عشوائية من المدارس. وعندما يصل معاليه إلى كل مدرسة يطلب الإذن من مديرها بزيارة عينة عشوائية من فصول المدرسة. وعندما يصل معاليه إلى كل فصل يستأذن معلم الفصل في اقتطاع دقائق من وقت الدرس ليقوم خلالها بتمرير الكتاب على عينة عشوائية من طلاب الفصل، ثم يطلب معاليه من كل تلميذ أن يقرأ سطوراً من صفحات الكتاب.
أكاد أجزم أن معاليه سوف يصاب بالذهول وهو يستمع للطلاب وهم يقرؤون، بل ربما يكتشف معاليه أن مستوى قراءة الطلاب يكاد يكون كارثياً.. هذا الاكتشاف البحثي لن يكلف الوزارة مبالغ كبيرة (فقط وقود إضافي لسيارة معاليه)، ولن يتطلب جيشاً من الباحثين (فقط معاليه وسائقه الشخصي).
يطلق التربويون على مهارة القراءة مسمى مهارة منتجة لكونها تلد بقية ما يتعلمه الطالب من مهارات، إن ضعف الطلاب في مهارات القراءة يسد عليهم الطريق نحو تعلم معظم بقية المهارات.. من تجربتي الشخصية أعتقد أن مدارسنا فشلت (وبامتياز) في التأسيس لمهاراة القراءة عند طلابنا، والسبب يعود معظمه وببساطة إلى عدم وجود المعلم المؤهل في مجال القراءة، قد لا يتصور البعض أن بعض المدارس قد توكل إلى معلم التربية الإسلامية أو معلم التربية البدنية تدريس مادة القراءة للصفوف الأولية، والعجيب أننا لا زلنا نتساءل بعد كل ذلك: لماذا مخرجات تعليمنا بهذه الهزالة؟.