د.عبدالعزيز العمر
لا جديد عندما نقول إنّ قادة دول العالم المتقدم يعزون بصريح العبارة سبب تقدمهم إلى معلميهم، فهذا الرئيس أوباما يصفهم بأنهم «بناة أمة»، وهذا الرئيس السنغافوري في خطاب متلفز له يدين للمعلمين تحديداً بالفضل في تقدم سنغافورة. لذا تجدهم يحرصون أشد الحرص على انتقاء معلميهم من بين نخب خريجي الثانوية أو خريجي الجامعات، ولا مشكلة لديهم فكليات التربية لديهم تستقطب نخب خريجي الثانوية، وما ذلك إلا لأنّ مهنة التعليم لديهم جاذبة ومغرية للخريجين. أما بالنسبة لنا فأظن أنّ جهود قيادة تعليمنا في إصلاح التعليم، ستبقى قاصرة ما لم تنجح في جعل المتميزين من خريجي الثانوية العامة يتسابقون إلى كليات التربية، لكن هذا دونه اليوم خرط القتاد بسبب تراكم معيقات ثقافية اجتماعية. ولم يشفع لكلية التربية كون فرص التوظيف الحكومي لخريجيها أفضل نسبياً من غيرها. إنّ مما أسهم في حرمان كليات التربية من نخب خريجي الثانوية العامة، هو كون مهنة التعليم غير جاذبة لمن هم خارجها وطاردة لمن هم بداخلها ( وهذا رأيي الشخصي)، وطالما أصبح المعلم عائقاً أمام أي تنمية وطنية، فإنّ الواجب المهني الكبير يقتضي من وزارة التعليم أن تشرف على دراسة شاملة تجيب على الأسئلة التالية: أين تقع كلية التربية في خارطة رغبات خريجي الثانوية العامة؟، ما مدى رضى المعلمين عن مهنتهم؟، هل معلمونا مشغولون بالتفكير في الخروج من مهنتهم؟، كيف يرى المعلمون فرص تحسين بقائهم في مهنتهم؟. إنّ إجابة مثل هذه الأسئلة بصورة واضحة، سوف تسهم في رسم خارطة طريق نحو تحقيق الإصلاح التعليمي المستهدف. وما لم ننجح في اقتناص معلمينا للمستقبل بمهنية عالية، فإني سأبقى أشك في اقترابنا من حلمنا التنموي.