د. خيرية السقاف
أن يستيقظ المرء على رائحة المطر,
على قرع حباتها على نافذته..
فهو محظوظ بشحنة حياة..!
وأن يغفو وهو مغموس بالأمل,
فتلك عتبات إليها..
الحياة تنفرط من بين أصابع الكادحين
ليلملموها في كفوفهم,
على شكل ثمرات من شجرة الدنيا الكبيرة..!
لكنها حتما لا تُظِلُّ,
لا تُطعِمُ..
بل لا تُسقي,
ولا تؤوِي..!!
سَكنُ الفكرِ في ناحية المطرِ, عزمٌ لتطهير الحسِّ..!!
وما كلُّ ليلةٍ تُطرِّز عباءتها خيوطُ بريقٍ,
ولا كلُّ يوم ٍ يُفردُ ملاءته فوقَ بساط نورٍ..!!
حتى النهارات تُظلم,..!
كذلك الليالي قد تُشرق..!
الطمأنينة نبوءة الرضا,
الصمت مفتاح الصبر,
وحين يلج المرءُ بوابةَ الصبر,
لا تغفل عنه حبات المطر..!
وحين تقرع في الفجر نافذته, فلأنه قد غفا على أمل..!
كل اللحظات مكسوةٌ بالحياة,
حين يكون البرد, والحرُّ ليسا علامتي استفهام,
وليسا محرضي تذمرٍ..!!
بل إجابات لتساؤلات الدخيلة المكتنزة بوعي الحياة
في تفاصيل تأويلها..!
ما الذي يجبر الضوءَ أن ينكسر على حافة نافذة,
وهو يودع آخر النهار..؟
إلا أن يكون النهارُ قد استقر في المبتدأ
عند المستقبلين قافلة المطر..!!
فالليل الذي سيأتي مخاضٌ,
والنهار الذي ينتظر يستعد للقدوم..!!