د. أحمد الفراج
اليوم الاثنين، الأول من فبراير، يتم تدشين حملة الانتخابات التمهيدية للحزبين الرئيسين، الجمهوري والديمقراطي، لاختيار مرشحي الحزبين لانتخابات الرئاسة القادمة، 2016، إِذْ تصوت ولاية ايوا، الزراعية الصَّغيرة، في وسط شرق أمريكا، وغالبا، ولأسباب تاريخية، تكون كلمة هذه الولاية حاسمة في مسيرة أي مرشح، فكم دمر المصوتون في هذه الولاية مستقبل هذا المرشح، ورفعوا من شأن ذاك، وجدير بالذكر أنها هي الولاية التي فاجأت العالم أجمع، وليس فقط أمريكا، عندما صوتت للمرشح الديمقراطي الأسمر، والمغمور، باراك اوباما، في مثل هذا اليوم، من عام 2008، وانطلق من هناك، حتى دخل البيت الأبيض، والتاريخ، كأول رئيس غير أبيض، في تاريخ أمريكا السياسي، والذي يتجاوز القرنين من الزمان.
في الحزب الجمهوري، وحسب استطلاعات الرأي حتى اليوم، يتقدم المرشح الثري، دونالد ترمب، على بقية المرشحين، وهذه هي المفاجأة الأولى، أما الثانية فهي صعود المرشح، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، تيد كروز، للمرتبة الثانية، وكروز محافظ عنصري هو الآخر، وثالث المفاجآت هو السقوط المروع لحاكم ولاية فلوريدا السابق، جيب بوش، ولحاكم ولاية نيوجيرسي الحالي، كريس كريستي، فقد كان متوقعا أن يكتسح الأخيران الانتخابات، ولكنهما يترنحان في مراكز متأخرة، ويبدو أن أكثر ما خدم المرشح دونالد ترمب هو مواقفه الحادة من المهاجرين، ولغته المتشنجة ضد الأجانب والمسلمين، فهو يوحي للناخبين بأن هؤلاء ينافسون المواطن الأمريكي على الوظائف والخدمات، ويبدو أن هذا الأمر يلقى قبولا لدى الناخب، ولا ننسى «الغضب» الذي يشعر به المحافظون، منذ انتخاب الرئيس اوباما، وهؤلاء المحافظون هم العماد الرئيس لحملة ترمب الانتخابية، ويبدو أن أمريكا في حالة «ردة « عنصرية، خصوصا منذ أحداث باريس الإرهابية الأخيرة!.
في الحزب الديمقراطي، والذي كان متوقعا أن تنفرد بالصدارة، المرشحة هيلاري كلينتون، هناك مفاجأة من عيار ثقيل، إِذْ هي الآن في سباق عنيف على الصدارة مع منافسها الحقيقي الوحيد، برني ساندرز، وهو يهودي اشتراكي، ومستقل سابقا، ولكنه يترشح الآن للرئاسة كديمقراطي، وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى أنه يتقدم على هيلاري في ايوا، ولا ندري كيف ستينتهي التصويت في ولاية ايوا اليوم، ولكن المؤكد هو أن كلمتها ستكون حاسمة إلى حد كبير، ومع أن المتوقع هو فوز الجمهوري دونالد ترمب، في الجانب الجمهوري، إلا أن عيون المتابعين ستراقب، عن كثب، نتائج المرشحين الديمقراطيين، وسيكون أمرا شديد القسوة على هيلاري كلينتون، في حال خسرت في ولاية ايوا، لأن خسارتها ذات الولاية، في عام 2008، أمام باراك اوباما، كانت هي الضربة القاضية، التي حرمتها من دخول البيت الأبيض، فلنتابع انتخابات اليوم، ونسجل ما تقوله ولاية ايوا، فقد تكون هي الولاية التي تحدد الرئيس الأمريكي القادم، كما حصل في 2008، عندما قالت كلمتها بانتخاب أول رئيس أسود في التاريخ الأمريكي، وأتمنى للجميع متابعة ممتعة!.