فاطمة العتيبي
لا أحد ينكر أن الدور المحاسبي لمجلس الشورى قد ارتفع سقفه (من خلال ما يتوفر لنا من معلومات عبر أوعية النشر) علماً بأني تقدمت بطلب حضور جلسة مناقشة تقرير وزارة التعليم التي تمت يوم الاثنين 15-4-1437هـ ولكن اعتذر المجلس بأن الطلب وصلهم متأخرا، وهذا صحيح فقد أرسلت طلبي متأخرا (عصر الأحد)، وأقدر ذلك. إلا أني سبق وحضرت جلسة مناقشة تقرير التعليم عام 1433 (ومن خلال ما نشر) أجد البون شاسعاً بين مناقشة التقريرين، حيث يظهر مدى التطور في الأداء المحاسبي لمجلس الشورى الذي ارتفعت وتيرته ولاشك، وهذا ما يقربه أكثر لمهمته الرئيسة التي تتمخض عنها مهامه الأخرى كتعديل أنظمة قائمة أو اقتراح أنظمة جديدة.
ويعود أداء مجلس الشورى المرتفع في رأيي لعدة أسباب:
- رؤية برنامج التحول الوطني القائمة على المشاركة المجتمعية في تحديد أولويات التنمية الوطنية وإشراك الشباب في ورش من أجل هذا الغرض.
- إنشاء مركز قياس أداء الأجهزة الحكومية المرتبط بمجلس الاقتصاد والتنمية ومهمته متابعة مؤشرات الأداء في الوزارات الخدمية.
- مشاركة المرأة الفاعلة وقدرتها على تحريك المياه الآسنة، فالمرأة ترمز للحياة، ومن طبيعتها أنها تملك القدرة على إحداث التغيير السلمي، ولاشك ان التجاذب بين أعضاء الشورى يمثل بدوره الأقطاب المجتمعية المتجاذبة في السعودية في عملية (التغيير ومقاومة التغيير).
- الانتقادات الداخلية والخارجية للأداء السابق لمجلس الشورى ومجاملته للوزارات على حساب المواطنين واهتمامه بقضايا بيض الحبارى وتركه لقضايا البطالة والاستقدام والتوظيف والمباني المدرسية المستأجرة والأنظمة المكبلة لحركة المرأة في الحياة التي ليس لها ما يقابلها في النص الديني وقضايا نقص الأسرة في المستشفيات والأخطاء الطبية وتباعد المواعيد و.. وغيرها من القضايا التي طرحها الشوريون بصوت عال.
- منافسة وسائل التواصل الاجتماعي للمجلس في الدور المحاسبي، وكذلك اطلاع الناس بفعل الشبكات العنكبوتية على أداء مجالس نواب وشورى وبرلمانات خليجية وعربية وعالمية، يجعل من الأداء الشوري السعودي السابق مقارنة فيها موضع استغراب!
- اقتراب نهاية الدورة الحالية والتي بدأت عام 1434 ورغبة المجلس وأعضائه أن يذكر المواطنون مرحلتهم بالخير، وأن يتحدثوا بلسانهم بتبني قضاياهم ومناقشة الوزراء حول الملفات الساخنة والعالقة المتوارثة منها والمستجدة.
المحاسبية جناح التنمية وهي من محققات الحياة الكريمة للمواطنين، بارك الله في الجهود وجعلها تتمخض عن خير دائم للوطن والمواطنين.