سلمان بن محمد العُمري
لقد قيّض الله -عز وجل- لهذه الأمة دولة قامت على الكتاب والسنة وعلى أساس متين يقوم على توحيد الله -عز وجل- ونصرة الدّين، ومنذ مرحلة التأسيس وحتى المرحلة الثالثة لهذه الدولة المباركة لم تسلم هذه البلاد من أعداء الحق وأعداء الدين فأعداء الحق هم أهل الباطل والضلال ممّن يدّعون أنّهم يحامون عن الإسلام والدّين منهم براء، فقد خالفوا أصوله وأنكروا أركانه ولم يقيموا حدوداً، ولم يعملوا بما أمر الله -عز وجل- ونهى عنه في كتابه الكريم وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بل اتّهموا جبريل -عليه السلام- بخيانة الأمانة وادّعوا وكذبوا بتحريف القرآن الكريم، ووجهوا الناس للحج إلى قبور أوليائهم وجعلوا طوافهم بالبيت وزيارتهم لمسجد رسول الله مكاءً وتصدية ولمآرب سيّئة أخرى!!
وفريق آخر ظاهر شرره؛ لأنه مخالف لنا في الدين والمعتقد ويدعي أنه هو الحق ويعمل على الإساءة للإسلام والمسلمين.
والفئة الأولى والأخرى يتظافران في عدائهم للحق وللتوحيد، وكما تعلمون فإن بلادنا تحكم بالشريعة الإسلامية وتقيم شرع الله على كتاب الله وسنة رسوله وفق منهج السلف الصالح، وسارت على الطريق الصحيح، ورعت عقيدة السلف الصالح. ولهذا فإن الفريقين يتكاتفان في حملاتهما المسعورة ضد هذه البلاد، وكما ذكرت فإن حملاتهم المسعورة الموجهة لهذه البلاد وعلمائها يتعاون فيها أعداء الدين الظاهرين من غير المسلمين الذي لا يرضى أن تقوم للمسلمين قائمة ودولة تحكم بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقام فيها الشعائر ويتوافر فيها الأمن والإيمان ويعاونهم ويعضدهم من يدّعون انتماءهم للإسلام والمسلمين من أهل الملل والنحل والفرق الباطنية التي كانت ولا زالت معول هدم في تاريخ الأمة الإسلامية وخنجراً يطعن خاصرة الأمة من الخلف كلّما لاحت بوادر التّقدّم ليس حسداً فحسب بل هو عداء ينطلق من عقائد فاسدة وأهواء شيطانيّة لا تريد للإسلام والمسلمين الخير أبداً.
ولعلّ تنفيذ الأحكام القضائية وتطبيق شرع الله في الجناة والإرهابيين من تعزير وحد وحرابة أخرج هؤلاء مرة أخرى عن أطوارهم وأفقدهم اتزانهم مرة أخرى، ففي السابق كانوا يدّعون ويتّهموننا بأننا نصدر الإرهاب للعالم وحينما تم تنفيذ وتطبيق شرع الله في الإرهابيين طالبوا بالعدالة والإنسانية وحقوق الإنسان، فمعاييرهم وموازينهم غير منضبطة وتسير وفقاً لأهوائهم وشهواتهم وهذا أنموذج ومثال على الدعوات الباطلة التي يسعى إليها أعداء الحق والدّين؛ لتشويه صورة حامية الإسلام والدين في هذا الوقت، وهو امتداد لدعاوى الشر والباطل في التاريخ.
إن كل ذي نعمة محسود ونحن- ولله الحمد- في هذا البلد المبارك ننعم بخيرات كثيرة في مقدّمتها نعمة الإسلام والدّين والعقيدة الصافية والالتزام بالشرع الحكيم في سائر أمورنا وبولاة أمر يرعون ذلك، يضاف إلى هذا ما أنعم الله به علينا من نعم كثيرة في الأمن والأمان والرخاء والاطمئنان وفي كل شؤون الحياة من استقرار وخير دائم وهذا مما يزيدهم حنقاً وغيظاً، ولذا فهم يسعون لزعزعة أمننا وإيماننا وبث الدعايات السيّئة تارّة والتّشكيك تارّة أخرى والعمل على نشر الإرجاف وتزييف الأخبار وبثّها.
إن خير هذه البلاد دينياً ودنيوياً ولله الحمد لم يقتصر على حدود البلاد وأرجائها فحسب بل سخّر ما حباها به من خير في دعم ومساندة إخوانها وأشقائها مادياً ومعنوياً وكانت ولا زالت السباقة في الدعم والإنجاز والإغاثة. وساهمت في كل ما من شأنه مد يد الخير والنماء للجميع دون منٍّ أو أذى أو تدخّل أو فرض أجندة فكريّة أو سياسيّة على أحد تنطلق في ذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وستظل المملكة العربية السعودية بعون الله تعالى ثم بحكمة وحنكة قيادتها الرشيدة الراشدة سائرة على درب الخير و العطاء والاستقرار والنماء يد تزرع الخير وتبذره، ويد تدحر الشر وتنحره. قال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}.