د.دلال بنت مخلد الحربي
يُعدُّ التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه المملكة قبل شهرين تقريباً، ويضم مجموعة من الدولة لمكافحة الإرهاب ردا عملياً وقوياً على استفحال الإرهاب وعلى كل التهم التي ألصقت بالإسلام كدين، وأيضاً صدمة لأصحاب الخطاب الإعلامي المعادي للمسلمين لأنه نسف كل ادعاءاتهم.
المملكة ومن منطلق مسؤوليتها الدينية والسياسية كبلد يضم قبلة المسلمين وأشرف بقاع الأرض وهما مكة المكرمة والمدينة المنورة وبحكم قيادتها السياسية والمشهود لها كان لها المبادرة بالقيام بهذا التحرك والتأكيد عليه بتأسيس مركز عمليات مشتركة في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدحره هو دليل عملي آخر على جدية التوجه والعمل عليه.
ولعلي أشير إلى صواب هذا القرار من تتبع ردود الدول والمنظمات والجهات الرسمية وغير الرسمية والتي جاءت مؤيدة ومستبشرة به، واؤكد من جانب آخر ان المملكة بقرارها هذا تستكمل حلقة التأثير والمبادرة التي تقوم بها تجاه أي خطر يهدد العالم الإسلامي وتعاملها أيضاً مع أي قضية معقدة، وهنا ارتكز على الجانب التاريخي وأشير إلى قيام الملك فيصل - رحمه الله - بإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وقيامه بزيارة عدد من دول إفريقيا وهي أوغندا وتشاد والسنغال وموريتانيا والنيجر، وأن تلك الجهود أسفرت عن قطع الدول الإفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل لصالح الأقطار العربية والإسلامية.
اختم:
ان المملكة العربية السعودية بهذا الإعلان حسمت أهم قضية تشغل العالم بأسره وكانت مبادرتها هي المبادرة الواضحة في الرؤية وسداد الرأي والصواب في اتخاذ القرار لصالح قضية العالم الأولى وهي الإرهاب. ومثل هذا التحالف هو ضد كل المنظمات الإرهابية بدون النظر للانتماء المذهبي أو لطائفي وسيعمل دون شك على تخليص بلاد المسلمين من التنظيمات التي تعيق فرص التنمية والتقدم بادعاءات دينية تدفع إلى استخدام القوة داخل البلد الواحد مسببة الفتنة ومؤدية إلى التمزق ومن ثم فالتخلص منها لن يكون إلا عن طريق العمل المشترك حتى نصل إلى مرحلة الاستقرار التام الذي ينتج عنه دفع حركة البناء والتنمية وتوفير الحياة الكريمة لكل المواطنين المنتمين لهذه التحالف وتخليص العالم من شر الإرهاب وفساده.