د. خيرية السقاف
يتفاعل أكثر القراء الأعزاء مع الموضوعات التي تتعلق بالتعليم، والتربية، والتنشئة، والسلوك الفردي، وهي التي تعكس الأفعال الصادرة في مجالها، والمحصلات الواردة إليها، وعنها، وكثيراً ما تستوقفني تعقيباتهم التي أيضا تنم عن خلفياتهم المعرفية، وخبراتهم العملية، وأفكارهم، وبعد نظرهم..
التعليم في البدء هو المحرك لدولاب المجتمعات الذي يضخ بساقيته ماء الحياة في عروق المجتمع، وأي خلل في هذا الدولاب، تكون النتائج وخيمة ولا أمضى نتيجة مؤثرة بسلبيتها من مستوى كفاءة المخرجات، ليست بما محته مؤسساته الصغرى من الأمية، وما مكنته في العناصر البشرية من قدرتهم على فك الحرف قراءة وكتابة، بل بما لم تمكنه من الوصول بطموحات سياسة التعليم من تحقيق أهدافها المرسومة التي لم تبلغ مقام التنفيذ على أرض الواقع كما ينبغي، والدليل يكمن في تخلف البحث العلمي في كثير من مجالاته، وجعجعة المصطلحات في غير مجرى ماء الدولاب نحو وجهته الأمثل.
وبناء على القرار الأخير التي أصدره مجلس الوزراء بإنشاء صندوق للبحث العلمي، ودعمه من قبل الأفراد، والمؤسسات، فإنه يتعين على الجامعات توجيهها البحث العلمي الوجهة التي يليق به، والتي تنجم عنها خلاصات لإنجازات علمية، تهيئ للباحثين الجادين تفعيل البحث العلمي في الموضوعات الحيوية المناسبة، واللازمة، والملحة للمرحلة، بحيث لا يفاجأ كل ذي قدرة بأن بحوثه، أو قبلا أفكاره هباءً تذروها الرياح، أو نهبا للملل، أو إشاحة عن تميز، ذلك لوجوده في بيئة غير صالحة لما يطمح نحوه، ويسعى إليه..، أو وجوده في بيئة كثيرا ما أحْبِطت فيها هممٌ لم تجد في أنفاقها من شحنات دافعة، أو ثرىً خصبا، أو عناية لائقة.
ثمة وعي ناهض ينبض في دخيلة القراء الأعزاء، وهم يتفاعلون مع رغبتهم في أن تتجه البوصلة نحو تنفيذ الأفكار التي يقرأونها والعناية برهق الكتابة التي يشعرون به..
وهذا الوقت الجميل من لحظاتهم وهم يمنحونها لكتابهم ليجدوهم عند ناصية الدولاب، يحركون بأقلامهم ماء الساقية..!!