د. خيرية السقاف
تتوالى إزالة الاعتداءات على الشوارع الفرعية التي استولى عليها ذوو النفوذ في صمت، ودون رقابة، وتعقب، ومنع!..
والسؤال ليس لماذا فعلوا هذا؟
إنما هو كيف فعلوه ولم يُمنعوا.
أين كانت أمانة المدينة الملتهمة فيها الشوارع استلاباً..؟
وما حجم ضلوعها في الخطأ، إما بصمتها، أو بغفلتها..؟
إن ثمة ما يحمد لوسائل التواصل، هو كيفية وسرعة وصولها إلى المسؤول، تلك التي أزاحت عن المسروقات قضبانها.
والحمد الأكثر يذهب إلى هذا المسؤول الذي وجّه بإزالة التعديات، دون نظر للأسماء، والصفات..
إنه القرار المسؤول، نعم القرار الشفيف يا خالد الفيصل..
وهي خطوة لازمة، وقوية، وموجبة للاحترام، ثم للاطمئنان..
ومن قبل أين هي الأمانة عند من أخذ، وضمَّ إلى ممتلكاته، وصمت، ومضى، ولم يبالِ..؟
وبالقياس بهذه التعديات ألا يمكن التفكر في كثير من الخبايا من غش، وعدم استحقاق، وسوء استغلال لكثير كثير قد لا يُعلم..؟!
ثم ألا يجدر بعد هذا الاكتشاف المؤسف أن يتم ربطه بخلل مشاريع البنية التحتية لتصريف المياه مثلاً، التي أدت إلى نكبات السيول، وأيضاً بشكوى العمال من عدم استلام مرتباتهم، وفساد مواقع إيوائهم، ثم ما يحدث من الغش التجاري.. وغيرها، وغيرها..؟!!
إن التعديات التي أمر بإزالتها أمير المنطقة الغربية أحسب أنها ستفتح الكثير من الملفات لمساءلة رجال الأعمال، والتجار، والأثرياء الذين مؤخراً كُشِف عن أحدهم وقد اختطف ثمانية شوارع، أدخلها في خاصته لتسيير أعمال بعض شركاته. قد حدث هذا منذ خمسة وعشرين عاماً، ولم يتفوه به أحد..
ترى أين كان دور أمانة المدينة التي استلبت فيها هذه الشوارع منذ ربع قرن؟!
وإلى أين ستصل بنا الدهشة مما خرج، وسيخرج من قمقمه من أفعال الفاعلين؟!
لكنه الآن بحلول عهد الوضوح، والتنقية، والجزاءات المستحقة،
عهد وضع النقاط على الحروف، وإزالة الغبار عن المطمور..
والمكاشفة، والمصارحة، والتراجع، والاعتذار،
ومكافحة الفساد بأنواعه، فإن نصاعة الضوء في الطريق لن يعكرها من هذه الشوائب من يتجاوز أبداً..
وفق الله الجميع لحسن العمل، والنزاهة في التعامل.