فوزية الجار الله
انتهيت في مقالي السابق إلى عبارة وجدتها تفرض نفسها عنوانا، قلبت الورقة الإلكترونية، رفعت أصابعي عن لوحة المفاتيح (الكي بورد) لكن بقي معي سيل من الأسئلة والأفكار حول هذه العبارة.
ثمة حقيقة مؤكدة تعلن عن نفسها ما بين الفينة والأخرى: نحن بحاجة إلى إنسان فاعل متفاعل قولاً وعملاً، فكراً وسلوكاً، عاشق لوطنه، محب للتطور والنماء ولذا فهو يقفز من إنجاز إلى إنجاز بقوة وإصرار، وهو يعمل ليل نهار في هذا المسار لأجل وطن أكثر نماء وأماناً. نحن بحاجة إلى هذا الإنسان في كافة مراحل حياتنا على وجه هذه الأرض ونحن أشد حاجة إليه في أوقات الأزمات والشدائد والمحن أكثر بكثير من أوقات الرخاء، كي نجده في الشدة بقامة صلبة وفكر متوهج. خاصة ونحن بصدد تطبيق برنامج وطني نأمل ونتفاءل بأن يكون طريقاً إلى مستقبل أجمل لهذه البلاد ألا وهو برنامج «التحول الوطني».
إنسان هذه سماته لابد أن يكون متحركا، مرنا، متجددا، متقبلاً للتغيير والتجديد دائماً إلى الأفضل. وفي هذا السياق يعتقد البعض بأن القراءة من الممكن أن تكون وسيلة حتمية لتغيير الإنسان، تغيير السلوك، والتعاطي مع وسائل التنمية والحضارة إضافة إلى التعاطي والتعامل مع الآخرين، لكن الأمر لا يبدو إطلاقاً بمثل هذه البساطة لعدة أسباب تبدو من خلال هذه الأسئلة:
هل القراءة عشق مختلف وهواية للبعض أم هي فرض واجب على الجميع ؟
هل تغيرنا قراءة كتاب أو أكثر وهل يتم تغيير السلوك هكذا بمنتهى البساطة ؟ هذا إذا علمنا بأن (الطبع يغلب التطبع) وأن (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) وأن البعض قد غادروا العلم والمعرفة والاطلاع والقراءة حتى أصبحوا هم أشبه بالحجر الذي يصعب إعادة تشكيله؟
في المجتمعات الغربية المتطورة، بريطانيا على سبيل المثال تأتي الأنظمة والقوانين في المقدمة على كافة الأصعدة وبالمقابل نجد لدى المواطنين هناك انضباطاً والتزاماً بهذه القوانين، حباً للإنتاج والإبداع في العمل وماعداه، انضباطاً دقيقاً تجاه تعليمات المرور وفي استخدام المرافق والخدمات العامة رغم أن المجتمع هناك يبدو متنوعاً من جنسيات وديانات مختلفة، هناك المسيحي والبوذي وربما الملحد ورغم ذلك نجد لديهم انضباطاً والتزاماً بالقوانين، كلهم سواء أمام النظام والقانون. الوزير، الموظف والضابط، المتشرد والفقير.
** ذكرت أعلاه برنامج المستقبل «التحول الوطني» الذي كتب كثيرون حوله ومن أجمل ماقرأت في هذا الإطار مقال جميل للكاتب محمد الرطيان مما ورد فيه:
(وجميعنا يا سمو الأمير سنشاركك الحلم، ونشد على يدك، ونساندك، وسترافقك دعواتنا الصادقة وكلماتنا الطيبة.. الحالمة ببلد رائع: بلد يكون فيه الإنسان وكرامته ورفاهيته العنصر الأول والأهم والأعظم في أي برنامج يخطط للذهاب إلى المستقبل).