أحمد الناصر الأحمد
كان فهد عافت بكامل أناقته الشعرية والشعورية والفكرية وفخامته الإبداعية واللغوية وهو ينسج هذا النص الفاخر قبل أكثر من عقدين من الزمن ويقطفه حرفاً حرفاً.. شطراً شطراً من سماوات الإبداع وفضاءات التفرّد.
فهد عافت في العديد من نصوصه القديمة وفي مقدمتها هذا النص الفخم يدرك أنه يكتب بشكل مختلف عن السائد.. نسق يحرض على العلو والبعيد النادر من الأفكار والمعاني.
اهز جذع المسافة ويتساقط مدى
أهز جذع القصيدة ويتساقط نخيل
تزهر يديني أحس انه طريقي بدا
واقول حيا على هذا الفلاح الجميل
أبدا بتجهيز اوراقي، وقطرة ندى
أشوفها من على خد النوافذ تسيل
اتمنى أن يجد هذا النص وغيره من النصوص الفارقة في مسيرة الشعر الشعبي المعاصر ناقداً خبيراً لديه الرغبة والقدرة في استنطاق النصوص العميقة الأنيقة وإن كنت أشك بوجود مثل هذا الناقد لكنها تبقى أمنية!
آخذ معي كل ما يخطر في بالك. عدا
ثوبٍ تركته معلق في جدارٍ هزيل
تبكي الستاير تناديني.. أرد الندا:
عمر الشقي يا ستاير - لا تخافي- طويل
أودع البيت، يا جدران طين وصدى
من كان مثلي رحيله أرض وارضه رحيل؟!
أسير حافي قدم.. دربي ضلال وهدى
وجهي سحاب وظما.. صوتي نواح وعويل
أقطع مشاوير تقطعني بطيب وردى
واصير انا الهين الميسور والمستحيل
وليا لقيت الطريق اللي مشيته غدى
قصير مثل الفرح.. مثل الليالي بخيل
أهز جذع المسافة ويتساقط مدى
أهز جذع القصيدة ويتساقط نخيل