أحمد الناصر الأحمد
كان يقطع المسافة طالت اوقصرت على قدميه.. ومن ثم على ناقته أو جمله أو حصانه.. تطور الأمر لاحقا حين ظهرت السيارة أو (الحنتور) على مسرح الصحراء.. رغم تواضع بدايتها عند العربي كانت فتحا عظيما وقفزة حضارية مدهشة.. بعد تطور هذه الآلة المتحركة وتعدد أنواعها وتقدمها عاما بعد آخر.. هجرها جل الشعراء العرب زهدا بها وبكل وسائل النقل التي سبقتها واتجهوا للطائرة فهي الأسرع في قطع المسافات ووصول (مناديبهم) الذين يحملون سلامهم للأهل والمعارف ولواعج غرامهم لمن احبوا!.
الأبل ووصفها والثناء عليها استهلك الكم الأكبر من قصائد كبار الشعراء الشعبيين وثلة من شعراء الفصيح في الحقب والعقود الماضية.. و(ياراكب اللي..) و (وياراكب من عندنا..)!باتت فاتحة الكثير من القصائد الشعبية وميدان واسع للتفاخر والمديح.. ثم توالت وسائل النقل وتطورت وظل الشاعر الشعبي يتطور طرحه معها من وسيلة أقدم إلى وسيلة أحدث.
المدائح في الأبل والسيارت والطائرات ليس مدحا لذات الوسيلة ولكنه تعبيرا عن لهفة المٌرسل بوصول فحوى رسالته سواء كانت كتابة اومشافهة للمٌرسل إليه بواسطة طرف ثالث مؤتمن من الطرف الأول بنقل مضمون رسالته بأمانة وصدق وبأسرع وقت للطرف الثاني.
الشواهد من الشعر كثيرة والقصائد يصعب حصرها لكنها في مجملها وسيلة في غاية الجمال للتنفيس عن مكنونات النفس وفيها الكثير من الأمل والرجاء بلقيا قريبة يسبقها شوق جارف وحب صادق فياض وحنين متنام.