ناهد باشطح
فاصلة:
((تغيير السرير لا يشفي الحمَّى))
- حكمة إنجليزية -
ماذا يعرف الناس عن مهنة الصحافة؟
هل يعرفون الخطوات التي تمر بها المواد الصحفية حتى تنشر؟
هل يعرفون أن الصحافيين غالباً يتفاجؤون بنشر موادهم مثل القارئ تماماً، فهم لا يستطيعون متابعة موادهم عبر قنواتها، وربما تفاجؤوا بوضع صور وتعليق على الصور لا يوافقون عليه، وربما تغيرت العناوين أو اجتزئت المادة.
لا أتحدث عن الكتَّاب بل الصحافيين، وهناك فارق في طبيعة المهام.
لم أمارس الصحافة بشكل مستمر لكنني عرفت كثيراً من مصاعبها، فلماذا لا تتحدث الصحافيات عن مصاعبهن؟
ولماذا يغيب عن الصحافيين من الجنسين مستقبل هذه المهنة في مجتمعنا، خاصة بعد ظهور الإعلام الجديد الذي غيَّر من طبيعة العمل الصحفي التقليدية؟
من الذي أخفض صوت الصحافيين؟ من الذي جعل هذه المهنة العظيمة لا تستحق التقدير في بلادنا؟
لن أسقط الوضع الحالي الصامت على أي من الأسباب كهيئة الصحافيين أو المؤسسات الصحافية التي بات اهتمامها بكتاب الرأي أكبر من تطوير الصحافيين، إذ إن المسؤولية الكبرى على الصحافيين لأنها مهنتهم ... مستقبلهم.
الذين تسربوا من المهنة إلى العمل الحكومي اختاروا أقصر الطرق للاستقرار النفسي، بينما بقي بعضهم الآخر يعمل دون أن يمتد بصره إلى أبعد من هذه المرحلة دون أن يفكر في حقوقه العامة قبل حقوقه الخاصة المرتبطة بمؤسسته الصحافية.
هل طموح الصحافي عقد عمل فقط؟
ماذا عن تأثيره في مجتمعه؟ ماذا عن تطلعاته؟
أتذكر بحزن أن قوماً من بلادي قبل عقود جاهدوا لتكون لنا صحافة، واليوم نخذلهم ولا نفكر في إنقاذ مهنة تسلل إليها الإحباط وصار شعار ممتهنيها «ليس بالإمكان أفضل مما كان».
لا بد للصحافيين من استفاقة قوية باتجاه التفكير في المستقبل لئلا يستيقظوا يوماً على صوت دق المسامير في نعوش عملهم.