ناهد باشطح
فاصلة:
(نحن لا نكسب شيئاً إذا تركنا الآخرين يروننا كما نحن، مثلما لا نكسب شيئاً إذا حاولنا الظهور على غير ما نحن)
- حكمة صينية -
ما زلت في الحديث عن دورة العلاقات العاطفية التي حضرتها الأسبوع الماضي في مركز البام النسائي للأستاذة ليلى كايزن والتي فتحت لي آفاق البحث أكثر في موضوع العلاقات العاطفية.
التمرين الذي أنهيت به مقالة الثلاثاء هو أن تختار شخصا لديك علاقة عاطفية معه (أب، زوج، أخ، وغيرهم) ثم تكتب ماذا تقدم له أنت وماذا يقدم لك من العطاء سواء المادي أو المعنوي.
تمرين بسيط لكنه يضعك في مواجهة حقيقة مع علاقتك بالآخر خاصة ذلك الذي تفكر بإنهاء علاقتك به أو بتجميد العلاقة.
العلاقات المستمرة إما أن تستمر برغبة أو تستمر بدون رغبة أو تنتهي بوجود رغبة أو تنتهي بدون رغبة.
في تقديري من أصعب العلاقات التي تواجهنا تلك التي تستمر دون رغبة وعادة ما تكون علاقات من الصعب إنهائها مثل علاقة صلة الرحم وعلاقة الزوجين.
في الدورة التدريبية تم التركيز على العلاقة بين الزوجين لأهميتها حتى بالنسبة للفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد.
كانت النقطة المهمة بالفعل هو التركيز على إحداث التوازن في العلاقة والنقطة الأخطر هي أن المرأة هي التي من المفترض أن تسقبل العطاء وأن الرجل هو الذي يعطي حسب مفهوم قوالب الذكورة والأنوثة في النفس البشرية.
مفهوم القوالب الذكورية والأنثوية أصبح يشغل تفكيري عندما أحاول تفسير أسباب الخلافات في مؤسسة الزواج نتيجة لشكوى النساء من عدم تحمل الرجال المسؤوليات ووجدت تفسيرها في هذه الجزئية التي ذكرتها ليلى كايزن.
شكوى الزوجة الشائعة لدينا من عدم اهتمام الزوج بها أو بالأسرة يعود إلى ارتفاع نسبة الطاقة الذكورية لديها وانخفاض الطاقة الأنثوية والمعدل لا يتعلق بالجانب الفسيولوجي بل بالجانب السلوكي.
فهمنا أن الأنوثة هي الجمال الخارجي فقط فهم قاصر لأن الأنوثة تعني أيضاً الرفق والصوت المنخفض والتقدير فالأنثى فائقة الجمال لا تجذب اهتمام الرجل إذا كانت متذمرة كثيرة الصراخ وكثيرة الكلام تغدق العطاء المادي عليه.
ولذلك تتساءل بعض الزوجات كيف أنها تريح زوجها من كل مسؤولياته ومع ذلك لا يمنحها الاهتمام، هو لا يشعر بذكورته معها.
النقطة الأخطر هي تحول الرجل مباشرة إلى القالب الأنثوي في هذه الحالة فلا يعطي بل يستقبل.
إذن كيف نحدث نحن كنساء التوازن في العلاقات الزوجية هو ما سيكون حديثنا يوم الأحد القادم بإذن الله.