جاسر عبدالعزيز الجاسر
تضامن العالم مع جوعى سوريا، وانضم ملايين البشر إلى الدعوة التي أطلقتها صحيفة لبنانية الأسبوع الماضي لإعلان يوم الجمعة الماضي يوماً عالمياً للغضب احتجاجاً على تجويع السوريين، بعد أن فرضت عليهم مليشيات حزب حسن نصر الله وشبيحة نظام بشار الأسد حصاراً تواصل لأشهر عدة.
آثار التجويع القسري الذي فرضته هؤلاء المتوحشون ظهرت في مدينة مضايا السورية التي تحوَّلت إلى متحف للهياكل العظمية، حيث توفي العشرات منهم نتيجة الجوع. وبعد تفجر هذه المأساة تدخلت الأمم المتحدة، أو قل استيقظت من سباتها وأدخلت عدداً من الشاحنات إلى البلدة المنكوبة، وهي لن تكفي إلا لأيام قلائل وستنفد المواد الغذائية إن لم يُرفع الحصار كلياً عن بلدة مضايا وباقي المدن السورية، والتي يعاني سكانها من حصار قاتل تفرضه مليشيات حسن نصر الله وشبيحة نظام بشار الأسد، إذ يقدر عدد المتضررين من سكانها بحسب تقديرات منظمة الصليب والهلال الأحمر الدولية بأكثر من 400 ألف شخص.
هذا التكتيك الإجرامي بحسب وصف مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تستعمله الميليشيات الإرهابية التي تشكِّل الأذرع الإجرامية لنظام ملالي إيران، سواء في سوريا أو في العراق. ففي سوريا ينتهج نظام بشار الأسد وبواسطة مليشيات حسن نصر الله وعصابات الشبيحة المشَكَّلة من قِبَل مخابرات النظام السوري والمليشيات الباكستانية الشيعية التي تحمل مسمى «الفاطميون» والمليشيات الأفغانية الشيعية المسمى «الزينبيون» أسلوب محاصرة المدن التي تديرها المعارضة السورية الوطنية، وتمنع عنها دخول الأغذية والأدوية. وقد عانت المدن السورية في الريف الغربي لدمشق، ومنها مدن الغوطة والزبداني ومضايا، وأخذت تلك المليشيات الإجرامية والتي جميعها تتكون من جنسيات من خارج سوريا، من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان، أخذت بتعميم هذا الأسلوب وتوسيعه ليشمل ريف حلب وجنوب سوريا حول درعا، وفي محافظة حمص، فبعد نجاح هؤلاء المجرمين في تجويع أهل مضايا واعتقادهم بأنه «تكتيك» فعَّال في الحد من خسائر نظام بشار الأسد، أخذوا يتوسعون في تطبيقه على باقي المناطق والمدن السورية، ومع أن المسؤولين في الأمم المتحدة يصفون هذا العمل بـ(التكتيك) الإجرامي، إلا أن كل الذي فعلته الأمم المتحدة أنها ضغطت لإدخال مساعدات غذائية للمدن المنكوبة، وبعد تأخير طويل أدى إلى زيادة الوفيات بين السكان.
تراخي الأمم المتحدة وتجاهل القوى الدولية الكبرى لهذا الأسلوب شجع أذرع ملالي إيران الإرهابية على نشر هذا التكتيك إلى العراق، حيث يمارس الحشد الشيعي العراقي الأسلوب نفسه في مدن محافظة ديالى وقراها، وإن أضاف إليه جرماً آخر، وهو تفجير واستهداف مساجد أهل السنة كما حصل في بلدة المقدادية في المحافظة، وفي محافظة صلاح الدين. وفي قضاء طوزخرماتو اعتدت مليشيات الحشد الشيعي على أهالي القضاء، وجرى فرز المواطنين بحسب انتماءاتهم المذهبية والعرقية، إذ احتُجز مئة وخمسون مواطناً عراقياً من عرب السنة وعدد ليس بقليل من الأكراد السنة، وهو ما دفع قوات البشمركة الكردية إلى التدخل لإنقاذ الأكراد مما فجَّر صداماً عسكرياً بين الحشد الشيعي الذي يضم عدداً من التركمان الشيعة وبين البشمركة الأكراد مما حوَّل طوزخرماتو إلى ساحة قتال مذهبي وعرقي، وهو ما تهدف إليه الأذرع الإرهابية المرتبطة بنظام ملالي إيران، والتي لا يمكن أن يكون لها وجود إلا في ظل انتشار الفتن الطائفية والعرقية التي تغذيها الجماعات والمليشيات المرتبطة بهذا النظام، والذي يحتاج إلى أكثر من يوم للغضب لوقف أساليبه الإجرامية في الدول العربية. والعرب اليوم محتاجون إلى أيام للغضب لفضح جرائم ملالي إيران في سوريا والعراق والبحرين واليمن.