د. عبد الله المعيلي
لو قيل لك: إن أحدهم خطف عينه بيده لما صدقت، أيعقل أن يخطف المرء عينه بيده؟ هذا غير معقول، هذا جنون يدل على خلل عقلي، واضطراب في السلوك، لا يرتكبه إلا أحمق أو فاقد الشعور، الذي لا يميز بين الخطأ من الصواب، بين الضار والنافع.
الجواب نعم، قد يحصل هذا، لكن لا أظن أن يتعمد أحد ذلك، فأحياناً قد يخطف المرء عينه بيده خطأ، إذ ليس من المنطق أو المعقول أن يتعمد ذلك نظرا لما يترتب عليه من مشاكل صحية خطيرة، ومع ذلك يحصل الخطف، ويبقى الخاطف في دائرة أن ما حصل له كان خطأ منه غير مقصود، وأنه مجرد زلة سوف يكون بعدها حذراً محتاطاً من أن تتكرر منه ثانية، ولسان حاله على يقين بأن الحذر لا يرد القدر.
لا بأس من أن تعد الحالة زلة متفهم حصولها إذ يغلب على مظنة القول: إنها غير مقصودة، ولكن ماذا عن من يرتكب الخطأ نفسه؟ يكرره مرات ومرات عامداً متعمداً، أي أنه كمن خطف عينه متعمد، بطبيعة الحال، عندئذ تنطبق على حاله مقولة: (على نفسها جنت براقش)، وعليه أن يتحمل ما سوف يحصل له.
من الشواهد القريبة جدا ما حصل من الرافضة في نيجيريا، حيث اعتدوا بغياً وعدواناً وسفهاً على قادة الجيش، بقصد اغتيالهم، فمهما بحثت عن مسوغ لهذا العمل العدواني، هل هو غباء؟ هل هو عمى بصيرة؟ فمهما بحثت لن تجد ما يبرر هذا البغي، لكنها إرادة الله، إذا قضى أمراً كان مفعولاً، فالحمد لله والمنة، أن جعل حتفهم بأيدهم، ورد كيدهم إلى نحورهم، فحالهم كحال العنز التي تحرث عن مذبحها، فالحمد لله أن طهر أرض نيجيريا من خبثهم ونجاساتهم، وقطع دابر بؤر الشر التي كادت تعصف بالبلاد، وتفسد عليها أمنها وعقيدتها.
كان هذا الحدث بمثابة زلزال قدره الله على هذه الطائفة المعروفة بأنها ما تحل بدار أو بلد إلا حولته إلى بؤرة للانحراف العقدي والفكري، وأرضاً خصبة للبدع والخرافات، والممارسات الشركية التي تخرج الإنسان من دائرة الإسلام الحق، إلى دوائر الشرك بالله، وتبعدهم عن مصادر تعزيز الإيمان، وغرس العقيدة الحقة الصافية من البدع والخرافات، إلى مصادر تعتمد على مرويات لا أساس لها من الصحة، وخرافات ينسجها خيال معممين دجالين كذبة.
إنها إرادة الله وحكمته، فأعمى بصائر هؤلاء القوم، وقادهم إلى حتفهم، هذا الحدث ما كان ليحصل لو دفع لهذه الطائفة ما تتمنى بحيث تقوم بما أقدمت عليه من عدوان لما قبلت بذلك، بل عدت من يطلب منها هذا عدواً مبيناً.
هذا ديدن هذه الفئة الآبقة الناشزة عن الإسلام وثوابته وقيمه ومبادئه، تستعجل حتفها بأيديها، ومن الأمثلة الحية تمادي مثير الفتنة في المنطقة الشرقية في غيه وبغيه وعدوانه على ثوابت المملكة وقادتها، فكان في القصاص منه إخماد لنار فتنة أراد الصفويون زرع بذورها السرطانية في المملكة بصفة عامة.
رد الله كيدهم في نحورهم، وكفى الإسلام والمسلمين شرهم.