عبدالله الغذامي
من المقولات الخادعة مقولة: وراء كل رجل عظيم امرأة، وهي لا تمدح النساء بقدر ما تلغي دورهن لتصبح المرأة مجرد أداة تصنع غيرها ولا تصنع نفسها.
وهذا أمر يسلب المعنى الإيجابي لصناعة الذات المؤنثة ولم يعد من اللائق ثقافيا اليوم مع تعلم المرأة وتحقيقها مهمات عالية في الحياة والمجتمع وفي العلم والثقافة، لم يعد لائقا أن نظل نحبسها في نطاق المقولات والأمثال والحكايات السالبة، وأول مهام تغيير النسق الثقافي المستفحل هي أن ننقد المقولات الخادعة ونحاول تحرير أذهاننا من سلبيتها، ويتساوى في هذه المهمة النساء مع الرجال بحيث ننكر على أنفسنا كل تعبير ظل يسقينا من المفاهيم المضللة حتى أصبحت تلك المفاهيم قوانين ذهنية تجعل المرأة خارج صناعة الذات وتحدها في دور أولي تصنع فيه العظماء ولا تكون منهم، وستضعها المقولة في (الوراء) بينما الرجل في الأمام، مع أن المقولة نفسها تزعم أن المرأة هي المصدر ولكنها تفرض على هذا المصدر أن يتراجع للخلف، وبدلا من أن يكون أصلا صار مجرد رافعة ترفع غيرها للأعلى وتظل هي مكانها.
العظمة لا يصنعها سوى صاحبها ولا يصنعها له أحد، والمرأة إن صنعت عظمة فستكون لها وليست لسواها، هذا ما يقتضيه زمن المعرفة وزمن تقدير الكفاءات.