م. عبد العزيز بن عبدالله حنفي
يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي نحتفي بمرور عام على توليه مقاليد الحكم -أيده الله- أهمية كبرى للقرآن الكريم وأهله، عناية ودعم ورعاية ومباركته الدائمة لبرامج وفعاليات وأنشطة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمتتبع لسيرة الملك سلمان العطرة -يحفظه الله- يدرك أن تنشئته الدينية التي حظي بها غرست هذا الحب لكتاب الله سيما وأن والده المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كان يولي القرآن الكريم عناية فائقة وكان يحرص على أن يتلقى جميع أبنائه دروساً فيه تلاوة وحفظاً وأكمل الملك سلمان حفظ كتاب الله وهو في سن العاشرة من عمره في مدرسة (الأمراء) التي كان يديرها فضيلة الشيخ عبدالله خياط -يرحمه الله- إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة.
وتعد جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات تأسست قبل ثمانية عشر عاماً تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أحد أبرز المعالم المضيئة في خدمة كتاب الله ونشره وتكريم ورعاية أهله في المملكة، بوصفها نموذجاً رائعاً ورائداً من خلال ما يوليه خادم الحرمين الشريفين لكتاب الله من رعاية واهتمام وتعد من أقوى المسابقات المحلية، وأكبر داعم لجمعيات التحفيظ لكونها تنفذ على مستوى المملكة وتمر بمستويات الجمعيات والمحافظات ثم المناطق وعلى مدى 50 عاماً كان خادم الحرمين رئيسا فخرياً للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض عندما كان أميراً لها كان فيها الراعي والداعم لكل ما يُعنى بالقرآنِ الكريم، تلاوةً، وحفظاً، وتجويداً، وتفسيراً، فجهوده -أيده الله- واضحة أثرها حيث تعد جمعية التحفيظ بمنطقة الرياض من أكبر الجمعيات الخيرية.
وقد كان مِنْ دواعي الجَذَلِ والسرور؛ أن تكرِّمَ جمعية خيرُكم الملك سلمان عندما كان ولياً للعهد بجائزة خدمة القرآن الكريم في عام 1434هـ؛ تقديراً لجهود سموه الكريم الكبيرة والمقدرة في خدمة كتاب الله الكريم وأهله ودعمه للبرامج القرآنية، ورعاية الاحتفالات القرآنية، ودعم المسابقات منها (مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره) أكبر وأشهر مسابقة محلية؛ تُعد المتسابقين للمنافسة في المسابقات الدولية.
ويسعد خادم الحرمين الشريفين بانتشار جمعيات التحفيظ وتكريم حفاظها فقد قال خلال استقباله في جدة معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورئيس وأعضاء جمعية خيركم: «إن القرآن الكريم نورنا وأساسنا ونحمد الله أننا نرى الآن جمعيات خاصة بتعليم وحفظ القرآن الكريم». وقال حفظه الله في إحدى المناسبات القرآنية «يسعدني الاحتفاء بتكريم نخبة من الأبناء الذين حملوا في صدورهم أعظم كتاب وهو القرآن الكريم، ففيه السعادة والطمأنينة، وفيه الخير والبركة لمن تمسك به وعمل بما فيه.»
وقد تبرع -يحفظه الله- بمبالغ كبيرة من ماله الشخصي لجوائز المسابقة القرآنية المحلية وللعديد من المشاريع والبرامج القرآنية وكان خادم الحرمين الشريفين قد تبرع بدعم مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن عن بُعد، الذي تنفذه جمعية خيركم ويحتضن المشروع عدة برامج منها برنامج (أتلوها صح)، وبرنامج (تجويد أون لاين). وتعتبر من أهم المشاريع التعليمية للقرآن العالمية التي تهدف إلى خدمة المسلمين في أنحاء العالم كافة، من حيث تعلم قراءة القرآن وتصحيح التلاوة باستخدام التقنية في الأجهزة الذكية.
وفي هذا الإطار جاء قرار معالي وزير التعليم بتغطية احتياجات مدارس تحفيظ القرآن الكريم وفتح فصول لتحفيظ القرآن الكريم في مدارس التعليم العام مؤكداً عناية خادم الحرمين الشريفين بكتاب الله عز وجل، ومحفزاً أبناء هذه البلاد المباركة للإقبال على القرآن الكريم وتعلمه وحفظه وإتقانه والتحلي بآدابه وأحكامه. ومشجعاً وداعماً لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في نشر وتعليم كتاب الله الكريم.
الشكر لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على ما يوليه من عناية واهتمام بكتاب الله، ورعاية ودعم برامج جمعيات التحفيظ، إننا محظوظون بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان المعتز بدينه الذي لا ينسى في كل أعماله وأحاديثه حث المسلمين على التمسك بكتاب الله عز وجل.
أسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وأن يمتعهم بالصحة والعافية ويزيدهم في عطاياه، وأن يعينهم على خدمة القرآن وأهله، وأن يجزيهم خير الجزاء، ويبارك في جهودهم، ويسدد على الخير أعمالهم وآراءهم، ويجعل فيما يقدموه صلاح العباد والبلاد آمين.