خالد الربيعان
تمتلئ كواليس كرة القدم من الداخل بكل ما هو غريب و عجيب، وما نراه على الشاشات وراءه العديد من الأسرار لا يعرفها الكثيرون!، بمناسبة تولي زين الدين زيدان إدارة ريال مدريد وبما أن العالم الرياضي اليوم لا حديث له سوى عن ذلك، قد أشارك أنا أيضاً في تلك الوليمة ولكن عبر بوابة التسويق الرياضي!
تشترك كرة القدم مع أي شيء آخر في الحياة العامة في جانب واحد فقط هو صفقات اللاعبين، وقد تسمع عن صفقات تجارية تمت بطرق شديدة الغرابة، الأمر أيضاً كذلك في عالم التسويق الرياضي، لا وجود لقوانين على الإطلاق!
صفقة انتقال زيدان إلى ريال مدريد تعتبر حتى هذه اللحظة ورغم اعتزال زيدان من أكبر 10 صفقات في تاريخ كرة القدم، تلك الصفقة تمت بطريقة شديدة الغرابة، رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز تتبع زيدان منذ مونديال 98، في 2001 كان زيدان في حفل تكريم في مدينة موناكو بفرنسا بمناسبة حصوله على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، حينها كان يلعب بصفوف يوفنتوس الإيطالي، أثناء الحفل جلس بيريز على الطاولة المجاورة لزيدان، أخرج بيريز قلما وأخذ منديلا ورقيا وكتب عليه: «هل تريد اللعب لريال مدريد؟»، ومرر المنديل إلى الطاولة التي بجانبه إلى زيدان الذي قرأها خلسة ثم التفت له وقال «نعم»!
كانت الصفقة مستحيلة لأن عقد زيدان مع يوفنتوس له شرط جزائي ضخم لا يسمح لزيدان بمغادرة اليوفي حتى 2005! بيريز لا يعرف المستحيل، أمر زيدان أن يذهب لإدارة اليوفنتوس وأن يقول لهم إنه ليس مرتاحاً للعب في اليوفنتوس بعد الآن، في نفس الوقت سرب بيريز للصحف الكبيرة العالمية خبرا يقول: إن زيدان سيرحل إلى ريال مدريد، إداريو اليوفنتوس وجدوا أنفسهم في وضع شديد التعقيد، فلا يمكنهم إجبار زيزو على إبقائه ضد رغبته، ثانياً الصحافة تشكل عبئا شديدا وتشكل ضغطا كبيرا جداً لأنها تحرك الملايين من مشجعي ريال مدريد الراغبين في وجود زيدان!
تم لبيريز المحنك ما أراد في نهاية الأمر ودفع الشرط الجزائي الضخم وتمت صفقة زيدان بـ65 مليون دولار وهو رقم ضخم جداً!، الآن يمكننا أن نقول: إن ذلك المنديل هو «الفراشة « التي سببت تأثيراً في أقصى أنحاء الأرض» كما تقول النظرية الشهيرة!
ما لا يعرفه الكثيرون أيضاً أن زيدان كان على وشك الانتقال لبرشلونة عام 96 نظراً لحب زيدان العمل مع المدرب الكبير يوهان كرويف!، وقتها كان زيدان في بوردو الفرنسي! ولكن رحيل كرويف عن تدريب برشلونة أضاع الصفقة من النادي وذهب بزيدان إلى يوفنتوس!
زيدان الآن في فرصة ذهبية لتكرار تجربة جوارديولا وانريكي، وفرض اسمه بقوة في عالم التدريب، وبشكل شخصي أراه سينجح نجاحاً كبيراً، أول مباراة خاضها من أيام فاز بخمسة أهداف وكسر رقما قياسيا! هكذا من البداية! أصبح أول مدرب لريال مدريد يفوز بخمسة أهداف في أول مباراة له.. منذ عام 1959!