خالد الربيعان
بنظرة تسويقية بحتة ومتأنية على حال أندية دوري المحترفين السعودي، يخطو القادسية خطوات أكثر من رائعة بل وصحيحة للغاية نحو بناء ناديه والنهوض به تحت مظلة التسويق الرياضي، فعلاً شيء أكثر من رائع، وأنا أدعو أندية كثيرة منها الكبير نحو تقليد ما تفعله إدارة النادي، حيث إنها قدمت نموذجا جيدا للغاية في التسويق والاستثمار الرياضي.. وبمنتهى البساطة.
أخبار نادي القادسية ونهضته التسويقية أصبحت تتوالى في وسائل الإعلام، وكمتخصص رتبت تلك الأحداث تصاعدياً ليكون عندنا ألف باء تسويق، وفي مثال محلي تحقق بالفعل.
تم استحداث لجنة تسمى «التسويق والاستثمار» في النادي في أواخر الموسم الحالي فقط، رئيسها «محمد الرتوعي» قال بمنتهى البساطة ما تحكيه وتوصي به كتب التسويق الرياضي، وهو «توفير الموارد والمداخيل عبر التسويق الرياضي لمساعدة النادي في تسيير أموره وتنفيذ برامج وأهداف إدارته في المستقبل القريب».
لم تمر أيَّام إلا وتعاقدت لجنة التسويق بالقادسية مع الراعي الرئيسي وهي شركة إلكترونيات كبرى، كانت قيمة العقد 8 ملايين ريال، صدر بعدها بيان إعلامي فيه نقاط رائعة استلفت نظري منها اثنتان، الأولى هي أن النادي لا يكترث لكثرة عدد الرعاة، بل بالقيمة المالية التي تدخل النادي من راع واحد كبير وعملاق بالإضافة إلى اسم هذا الراعي ومكانته (انظر لريال وبرشلونة مع راع واحد فقط على قميص النادي).
النقطة الأخرى انه يجب الاهتمام بالرعاية والاستثمار مع الرعاة لتغطية مصروفات النادي في مختلف الألعاب والتي لن تغطيها أموال ميزانية رعاية الشباب ودعم الجهات الحكومية، هذا بالضبط ما تهدف إليه أندية أوروبا، الخروج من رعاية وحضانة الجهات الرسمية والاعتماد على التسويق الرياضي السليم لزيادة مواردها وليس التنفس عبر رئة كيان اخر.
لم تمر أيَّام إلا وكشف رئيس النادي الشهر الماضي عن ميزانية الفريق ومداخيله، والنتائج كانت 12 مليون ريال قيمة عقود الاستثمار الرياضي التي وقعها النادي، مع توقع بارتفاع نسبة الأرباح إلى 75 في المئة في حالة استمرار الفريق بدوري المحترفين، شفافية ورؤية للأمام جيدة بلا شك.
عند سؤال إدارة النادي عن إنفاق الملايين في شراء لاعبين كبار انظروا الرد، قال: إن إنفاق 18 مليون ريال وهي ميزانية الفريق علي لاعبين كبار لا يمكن، بل يجب إنفاقها تطوير مرافق ومنشآت النادي لـ (زيادة قيمتها وقيمة النادي الإجمالية ليصبح أكثر جذباً للمستثمرين لو طبقت الخصخصة في المستقبل) استراتيجية رائعة وهي خلاصة ما نقول ونحكي في الفضائيات وعبر المقالات.
الآن يبيع القادسية تذاكر مبارياته في الملعب عبر الماكينات الإلكترونية! وأيضاً دشّن خدمة توصيل التذاكر حتى المنازل ومقار أعمال مشجعي وعشاق النادي، عبقرية التسويق الرياضي لا تحتاج لظروف معينة أو بلد معين لتظهر، تحية واجبة للقادسية.
مسؤولية اجتماعية
التسويق الرياضي في جوهره الخدمة العامة وتحقيق الخير للجميع في خضم كل هذا لم ينس رجال تسويق القادسية واجبهم الاجتماعي، قرأت خبرا مؤخراً عن توقيع عقود شراكة مع 3 جهات خيرية منها جمعية إطعام وجمعية ارتقاء بالإضافة إلى تجهيز التعاقد مع 4 جهات أخرى خلال فترة وجيزة!، نموذج جيد للغاية يستحق النظر إليه.. وشكر القائمين عليه.