أ.د.سليمان بن عبد الله أبا الخيل
بالأمس القريب تم الإعلان عن الموازنة المباركة العامة للدولة بأرقام إيجابية مطمئنة، وإنجازات تعد ناجحة ومتميزة ومبشرة ومتفائلة إلى حد بعيد عند كل منصف ومواطن مخلص إذا ما قورنت بالظروف التي تمر بالعالم أجمع، وبالمنطقة العربية على وجه الخصوص، فما بين انخفاض في أسعار النفط، وانحدار عانى منه العالم إلى ظروف الحرب، والمواجهات والتحديات، فتأتي هذه الميزانية المباركة ميزانية الخير والعطاء، والبناء والنماء، وتصاحبها تغييرات وتحولات وارتفاع ملحوظ في بعض الجوانب الحياتية التي لا تقارن بما مرّ من تحديات وضغوطات، ومتطلبات تستوجب إنفاقات ضخمة، ومن هنا وبحسب النظرة المتوازنة، والمقارنة البسيطة، والقراءة المتأنية فإنها تعد بحق نجاحًا باهرًا، تستوجب منا شكر الله جل وعلا، والثناء عليه بما هو أهله، ثم شكر من كان سببًا فيها، وعلى رأسهم ولاة أمرنا الأوفياء، وقادتنا الأماجد، خادم الحرمين الشريفين، رجل الحزم والعزم، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- حفظهم الله جميعاً-، وتؤكد أول ما تؤكد فضل الله جل وعلا ومنته ورحمته وإحسانه بعباده في هذا البلد الآمن، والوطن العزيز المملكة العربية السعودية، وحفظه لها، حيث كانت هذه التحديات وخرجت بأقل الخسائر والتوقعات، وهذا الفضل من الله وراءه تمسك هذه الدولة بثوابتها وما قامت عليه من أسس متينة، وأصول راسخة تعتمد الكتاب والسنة، والحكم والتحاكم إليهما، وأهم ذلك حماية العقيدة الصافية، وصيانتها من شوائب الشرك والبدع والخرافات، فكان من ولاة أمر هذه الدولة العظيمة ما يستمطرون به رحمة الله وينتظرون به وعد الله، الذي بيّنه في كتابه لمن حقق توحيده: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}.
كما أن من دلالتها الظاهرة: قوة هذه الدولة في أسسها وخططها وإستراتيجياتها، ولا سيما في الجانب الاقتصادي الذي بني ليحقق تطلعات القيادة، وطموح الشعب، فيكون متوازنًا لا يتأثر بمثل هذه الهزات الاقتصادية، وإنما ينحني لها ليخرج منها بإذن الله أقوى وأمتن، وأقدر على الاستمرار والنمو والتطوير والوفاء بمتطلبات التنمية المستدامة.
والبناء المؤسساتي يبقى محكمًا، ولا يخضع لظروف آنية، وإنما هو جهود مشتركة، وأعمال دؤوبة، ورؤى رشيدة، ونظرات سديدة اعتمدت أسسًا ومنهجيات علمية لتتجاوز النظرة الفردية إلى سياسة عامة متوازنة، تتضمن نظرة القيادة الرشيدة، وحكمتها وحنكتها، وأثرها على هذه السياسة، وما من شك أن مقياس نجاح الدول بنجاح قادتها وصنّاع الرأي فيها في إدارة الأزمات، والتعاطي مع التحولات والمتغيرات.
ومن هنا فإن المسؤولية التي نتحملها كمواطنين شرفنا الله بالانتماء لهذا الوطن العظيم، ونعمنا بخيراته، وعشنا تحولاته أن نكون أكثر تمسكًا بثوابته، وسببًا في حفظ النعم التي تتوالى عليه، ومن أهم ما يحفظ هذه النعم الاجتماع والألفة والتوحد المقرون بالقيم التي تجعل ذلك ديانة وعبودية لا مجرد تعبير أو مشاعر، فنحن نعلم أن العلاقة بيننا وبين حكامنا مبنية على البيعة التي مقتضاها السمع والطاعة والنصح، والاجتماع والائتلاف واللحمة مع القيادة في كل الاحوال والمتغيرات والظروف، وفي وقت الأزمات على وجه الخصوص، مصداقًا لما بايع الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته عليه كما روى ذلك الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسرِ، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهلهُ إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم»، والبيعة من العهود، بل من آكدها، وهو مصطلح مرتبط بالجماعة والإمامة الذي تثبت به الولاية العامة, ويكون عهدًا يجب به على من بايع أن يقوم بمقتضاها من السمع والطاعة, والنصح لولي الأمر والاجتماع عليه, وطاعته في المعروف, ولهذا ورد الوعيد الشديد في حق من أخلّ بها، كما تكاثرت النصوص من الكتاب والسنة بوجوب الوفاء ببيعة الإمام، وتحريم نكث بيعته كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة فيموت إلا مات ميتة جاهلية».
وورد الوعيد الشديد على من جعلها معاوضة على أمر الدنيا، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وذكر منهم: ورجل بايع إمامًا لا يبايعه إلا لدينا فإن أعطاه منها وفا وإن لم يعطه منها لم يفِ»، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم, فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر, فأجره على الله, ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم, فماله في الآخرة من خلاق».
فبالبيعة تتجسد اللحمة على أرض الواقع، ليكون ذلك كله قوة حسية، ومعنوية، يواجه بها المجتمع الآفات والمهددات، والمخاطر والأراجيف والشائعات، ولا يتم هذا المقصد الشرعي إلا بالاجتماع على الولاة، والوقوف خلفهم، فالجماعة والإمامة أصول شرعية تنتظم مصالح الناس في دينهم ودنياهم والله سبحانه أمرنا بالاجتماع والتوحد، فقال جل شأنه {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وحث على كل سبب يؤلف بين القلوب، وينفي عنها الإحن والبغضاء، والعداوة والشحناء، وحرم كل وسيلة تؤدي إلى هذا السبيل الذي يسبب الضعف والوهن والخذلان، ومن أعظم ما يحقق القوة المعنوية والحسية المتمثلة في الاجتماع أن يكون باعث ذلك الاخلاص والصدق مع الله، والنصح والوفاء، واليقين بوعد الله، والتعبد لله بهذه العبوديات العظيمة، انطلاقاً من هذه القيم المهمة التي تجسد الصفاء والنقاء في نفوس أبناء المجتمع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والطاعة لذوي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم»، ما أعظم هذا الحديث، وما أحوجنا إلى تجسيده في علاقتنا وواقعنا مع أبناء وطننا ومجتمعنا, مع الراعي والحاكم، والمسؤول والقاضي, والمحكوم والصغير والكبير, لأنه ذكر ثلاث مقومات للمواطنة الصالحة, من وفى بها وتعبد لله بمقتضاها طهر قلبه من الغل والحقد والبغضاء, وعاش موحداً, ومات سعيدًا، وفي ظل الوحدة والجماعة تتكامل معانٍ وأوصاف ومقاصد عظيمة، ويحصل خير عظيم للأفراد والمجتمعات الألفة والمحبة ولذا يمتن الله بها على رسوله وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: «وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم»، ووجود المحبة المتبادلة بين الراعي والرعية سبب للخيرية التي تحصل للمجتمع، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم».
وميزانيتنا الحقيقية، ورصيدنا المستقر والثابت والمتميز، ومكاسبنا العظيمة، وزادنا الباقي، وعدتنا لغدنا ومستقبلنا هو عقيدتنا الصافية النقية التي قامت عليها بلادنا، وتوارثها حكامنا وأبناء وطننا، وهي سرّ قوتنا وأمننا وعزّنا ولحمتنا، وجميع ما ننعم به، ضمن ذلك لنا ربنا، فنحن واثقون بوعد الله، موقنون بنصره، مطمئنون على حاضرنا ومستقبلنا ما دام ديننا وعقيدتنا هي أولى أولوياتنا، وإقامة شرع الله وتطبيق حكم الله هو ديدن ولاة أمرنا، ولهذا جمعنا الله بعد فرقة، ووحدنا بعد شتات، وحمى الله بلادنا من تأثير الثورات والاعتصامات والمظاهرات، ونحمد الله على ذلك، ولكن مسؤوليتنا تتضاعف في هذه الأوقات، فنحن نواجه عدونا في الحد الجنوبي، الذي فجر وظلم، وخان وغدر، وتواطأ مع المجوس ومن وراءهم لضرب وحدة أوطان المسلمين، ونواجه الفئات الضالة المفسدة التي تنامى خطرها وضررها، وتجاوزت الحد في البشاعة والجريمة والإجرام، وحاولت ولا تزال أن تخترق عقول شبابنا، وتجندهم في أعمال إفسادية بخلفيات فكرية، وحجج شيطانية، وباتت تستخدم بعض أبناء جلدتنا لتحقيق أهدافهم عبر وسائل التقنية والشبكات التي مُلئت بما يشوش ويحير، وصار بعضها وسيلة لبث الشائعات، ونشر الأراجيف والأقاويل، تضخم فيها الأحداث والوقائع، وتقدم فيها التحليلات والتفسيرات الخاطئة، وخطرها أكثر على شبابنا الذين صارت هذه الوسائل لغتهم، ونمط ثقافتهم، ومصدر معلوماتهم، فنحن بأمس الحاجة إلى مواجهة هذا المد المعلوماتي، والزخم الإعلامي بموقف شرعي تبرأ به ذممنا، وتسلم به قلوبنا، ونحافظ به على لحمتنا واجتماعنا.
وإن هذه القيم وأعظمها الصدق مع الله ومع عباد الله حصانة للمجتمع من آفة الكذب والأراجيف، والشائعات ذلكم الداء الوبيل، والانفلات الخطير الذي يمثل فوضى في المجتمع ومهددًا من أعظم مهدداته، وهي تنطوي على الاستعجال, وعدم التثبت، والتحري، والقول بلا علم، والجرأة على الزيادة فيما له أصل، أو التقول والكذب ولايخفى أن الأمر يعظم بعظم آثاره.
ولهذا أمر الله في ظل الفتن والتحولات بالوحدة والرجوع إلى العلماء وأولي الأمر فقال تعالى: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ، فالآية توجيه من الله وبيان لأهمية مقومات الألفة والاجتماع وذلك بأن يتحمل كل فرد من أفراد المجتمع مسؤوليته أمام الله عما يقوله وعما يفعله، ولاسيما أوقات المحن والأزمات، والحروب والمتغيرات، فهي بيئة يندس فيها المغرضون، وفرصة يقتنصها شياطين الإنس والجن لبث الشائعات المغرضة التي تفت في عضد الأمة، وتلحق بها الأضرار التي ربما أودت بكل مقومات بقائها، وهذا واقع كثير من المجتمعات اليوم، فيجد الشيطان سبيله إلى نفوس أبنائها بمثل هذه الأساليب، ويساعد على ذلكم الوسائل العصرية، والتقنيات الحديثة، والتطور المذهل في شبكات التواصل ووسائط نقل المعلومة التي سهلت نقل المعلومة بلا تبعة، ونشر الشائعة بلا رقيب، فبدل أن تكون شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل التقنية المعاصرة وسيلة لحماية المجتمع أصبحت على العكس مهدداً من أخطر المهددات، وبات يقودها من يرون مصلحتهم في استهداف المجتمع والوصول إلى أجنداتهم، وتحقيق أهداف من وراءهم من قوى إقليمية أو عالمية، والواقع يشهد أن هذا الفضاء التقني يعج بكل ما يوغر الصدور، ويورث الأضغان، ويشكك في الثوابت، وينشر الفتنة، ويهدم الثقة، وللأسف، بل تجاوزت ذلك لتكون وسيلة من وسائل التجنيد والتحريض، والفساد والإفساد، ويصدق على واقعها، ما أخبربه النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيها أنه مر على رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد، يشرشر شدقه بهذا الكلوب وكلما شق شدقه عاد، وأخبر بعد ذلك بأن من يصنع به ذلك هو الذي «يغدو من بيته فيكذبُ فتحمل الكذبة عنه تبلغ الآفاق»، وهذا ما نراه اليوم، وشاهد هذا ما حملته هذه الشبكات قبل وبعد إعلان موازنة الدولة، ويجد المتابع جملة كبيرة من هذه المشاركات التي هدفها إيجاد الفجوة بين الدولة والشعب، ودفع الناس إلى الاحتقان والتذمر وسوء الظن، وحمل الأمر على أسوأ الاحتمالات، في صور من التحريض والتشكيك، وفي ظل معرفات يجزم معها المرء أن بادنا محسودة مقصودة ومستهدفة.
إن الشائعات وأعظم منها الأراجيف وهي الأقاويل التي توجب الفزع والخوف، والتحير والتهويل، والمغالطات والمبالغات وتستغل في أوقات الأزمات من أناس يندسون في الصف لزرع الشك والريبة، واستغلال الأزمات، فهي جزء من الشائعات إلا أنها أخص وكل ذلك مما نهى الله تعالى عنه، والنصوص الواردة في التحذير من الشائعات كثيرة غير ما مر، فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن التجسس والغيبة والنميمية، كل ذلك لئلا تكون وسيلة لنشر هذه الاكاذيب والاباطيل والمزاعم والتزيفات، وحث على التثبت والتبين في نقل الأخبار، يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ، والشائعة مبنية على سوء الظن بالمسلمين، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) وفي رواية: (كفى بالمرء إثماً)، وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال. أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تَثبُّت، ولا تَدبُّر، ولا تبَيُّن».
نصوص واضحة وجبال شامخة وبراهين صاطعة وأدلة دامغة، تعد رسائل رادعة لكل من تلوث بهذا المرض، وامتهن نقل الشائعات، وهي من أعظم آفات اللسان ذلكم العضو الذي يكب الناس في النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»، هذا التحذير الشديد، والوعيد والتهديد لخطورتها العظيمة ولما لها من آثار وأخطار نفسية؛ فهي سبب في أضرار كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر أنها طريق الاختلاف والتفرق، ولاسيما إن صاحبتها غيبة ونميمة، ونقل للأقوال، فتجتمع هذه الآفات لتكون طريقاً للاختلاف، وإذا حصلت الفرقة حصل الوهن، وضعفت القوة، وهي مفضية إلى سوء الظن بالمسلمين، وهذا ظاهر، ونتيجة لسوء الظن تتولد مفاسد أخرى كثيرة حيث تفقد الثقة بين أبناء المجتمع المسلم، ويسر الشيطان بما يحصل نتيجة لذلك، وتتولد المحن والإحن والضغائن والاحقاد، وتتفاقم حتى تصبح حواجز اجتماعية وفكرية، وإذا حصل ذلك نتج عنه ماهو مقصد الأعداء من الوهن والضعف وذهاب القوة، لأنها تستهدف قوة المجتمعات، وتستغل أوقات الأزمات وتنشر ما يسبب الفوضى، ويزرع الاتهامات، فتتحول القوة إلى ضعف، والاجتماع إلى فرقة، والثقة إلى شك وريبة، وهذا ما يريده أعداء الأمة، ولهذا تفعل الشائعات فعل السحر في إضعاف الثقة, وذهاب الهيبة، وتفريق الصف، وهذا يفسر انتشارها أوقات الأزمات، لأنها من أصابع تندس في هذه الظروف لتكون عوناً للعدو في الهزيمة النفسية المفضية للهزيمة الحقيقية.
وإذا كانت الإشاعات عمومًا من المنكرات التي نهى عنها الشرع فإن هذا الحكم يتأكد إن كانت هذه الشائعات تتناول ولاة الأمور، ونخب المجتمع ومسؤوليه، لما يترتب على الإشاعة عنهم وغيبتهم من الشرور العظيمة والفساد والكبير، ولما لذلك من آثار غاية في السوء والنكارة، فإذا كانت مذمومة في حق آحاد الناس وعموم أفراد المجتمع فإنها في حق ولاة الأمر والعلماء أعظم وآكد بل تكون من اكبر الكبائر كما قرر ذلك علمائنا المحققون، لأن من يستهدفهم فهو لا يؤثر على ذواتهم وأشخاصهم، وإنما يطال ضرره المجتمع برمته، لأن ولاة الأمر هم صمام أمان المجتمع وسبب وحدته واجتماع كلمته، وعاصم من الفتن، وكذلك العلماء هم مصابيح الدجى، وهداة الأمة، فإذا ما أشيع عنهم وتجاسر الناس عليهم فإن ذلك طريق لتفريق الناس عن ولاة أمورهم وبث للكراهية, وشحن لحالة التمرد والعصيان, ونزع يد الطاعة التي أمر الله بها, وفي هذا مفاسد عظيمة توجب الفوضى، وتخل بالأمن والسلم الاجتماعي في أي بلد تنتشر فيه.
ومما يبين خطر هذه الآفة، ويظهر أثرها على الوحدة الوطنية، والاجتماع المبارك خلف القيادة الرشيدة، ويكشف خطورة المتسترين الذين ديدنهم بث الشائعات وترويج الأقاويل والأكاذيب، وتضخيمها حتى لم يعد قولهم مؤثراً على الفرد فحسب وإنما صار له أثره في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والفكري ما أشرنا إليه من أننا نعيش في زمن التقنية، وسرعة انتشار المعلومة، وتعدد الوسائل والصور التي غدت في تسارعها في وضع لا يمكن السيطرة عليه، وقد جاءت هذه الوسائل في سياقات تقنية ذات أبعاد ثقافية واجتماعية مختلفة، تغذيها الأحداث العالمية المتلاحقة، حيث تنتقل الأفكار والمعلومات والأخبار والاتجاهات بشكل غير منضبط. وهو ما سبب هذا الأثر العكسي الذي نعيشه اليوم، حيث أصبح ما يبث عبر هذه المواقع مصدرا لمخاوف الأفراد وقلقهم، وكذلك مصدراً لبث السموم الفكرية والاجتماعية والأمنية، والجميع يعلم أثر تلك الوسائل فيما حصل في بعض بلاد المسلمين من فوضى واقتتال ودمار وهرج ومرج فيما يسمى زوراً بالربيع العربي، حتى تحولت بلاد إلى أوضاع مأساوية يتمنون فيها العودة إلى الماضي، ويدركون فيها أنهم أصبحوا وسيلة تتقاذفها تيارات الجماعات والتنظيمات عبر هذه الوسائل التقنية التي أصبح الشر فيها غالباً، وجند الشباب من خلالها، كيف لا وهي وسيلة سريعة الانتشار، قوية الأثر، واسعة الاستخدام، سهلة الاستعمال يستعملها الصغار قبل الكبار، ويتقنون أدواتها وأنواعها، فبدل أن تستخدم في جمع الكلمة، وتعزيز اللحمة، ووحدة الصف صارت بعكس ذلك، ولذا فإن مسؤولية الجميع في هذه الظروف الاستثنائية مواجهة الفتن والشائعات، وتوظيف شبكات التواصل في الوجهة الايجابية، وهناك حاجة لتوفير البرامج التوعوية التي تحصن أفراد المجتمع من التأثر بمحتوى المواد المنشورة عبر هذه المواقع، إضافة إلى ضرورة تدريبهم على طرق التعامل معها، ما يؤدي إلى توفير بيئة آمنة وملائمة للاستخدام السليم والمعتدل.
لقد برهنت الدراسات والأبحاث والمتابعات أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل أداة رئيسية للجماعات الإرهابية لنشر أفكارها المتطرفة، واستقطاب مجندين لها، مستفيدة في مساعيها الخبيثة تلك من انتشارها الواسع حيث يقدر عدد مستخدميها بما يقارب الملياري مستخدم، ولذلك نجد الإرهابيين يلجؤون إلى هذه الوسائل ويجتهدون في نشر باطلهم عبرها، فهي غير مكلفة، ولا تتطلب جهداً كبيراً، كما أنها تصل إلى شريحة واسعة جداً، ومن هنا أصبحت تلعب دورا بارزا في صناعة التطرف والترويج للأعمال الإرهابية والتحريض على العنف وتسويق الأفكار المتشددة، واستقطاب العناصر المؤهلة للانحراف. والمتأمل للبيانات الموفقة من مقام وزارة الداخلية سواء في القبض على خلايا أو إفشال مخططات يلفت نظره بشكل ظاهر، وبصورة متكررة دور مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد العناصر المتشددة وتنفيذ عمليات إرهابية، والترويج للتفسيرات الدينية والآراء الفقهية المنحرفة والمضللة، واستخدمتها الجماعات والتنظيمات الإرهابية في عمليات اختراق مواقع وحسابات دول كبرى، وأيضا في الدعاية لنفسها ونشر جرائمها التي تنتهك فيها كل الأخلاق والمبادئ والقيم الدينية والإنسانية.
ومع هذا النشاط المتزايد لهذه الجماعات الإجرامية على مواقع التواصل، فإن الراصد للجهود المقابلة لهذه الأعمال يلمس ضعفاً ملحوظاً من بعضها في استغلال مثل هذه المواقع بل وغياباً تاماً في حالات كثيرة، وهذا ضعف غير مبرر خصوصاً مع انتشارها بين أطياف المجتمع المتعددة واستغلالها من قبل أعداء الأمة، ولذا فمن الواجب تظافر الجهود وتوحيدها ورسم استراتيجيات علمية لاستغلال هذه المواقع وقطع الطريق على من يود نشر الشائعات والأراجيف، بحيث يسهل الحصول على المعلومة من مصدر رسمي يقطع الطريق على مثيري الفتنة ويجلي الحقائق للمجتمع.
ولذا فالحاجة ماسة إلى برامج توعوية تستهدف الناشئة وتنور عقول الشباب وتربطهم بالعلماء الموثوقين وتحميهم من الأفكار الشاذة والمنحرفة، وتساهم في الحفاظ على دينهم بوسطية واعتدال وتنشر ثقافة السماحة واليسر وتعزز محبة الوطن وصدق الانتماء إليه في نفوسهم وتزرع المحبة لولاة الأمر ووجوب طاعتهم، ومن أعظم حقوقهم النصيحة يقول صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)). فالنصيحة شأنها عظيم، بل إنه صلى الله عليه وسلم قد جعل النصيحة هي الدين وينبغي الحرص على أن تؤدى كاملة تامة لا غش فيها ولا خيانة ولا تقصير، وذلك وفق فقه النصيحة، فالنصيحة لأئمة المسلمين تكون بالدعاء لهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، والتعاون معهم على الخير وترك الشر، وعدم الخروج عليهم، وعدم منازعتهم، وذلك على قاعدة الشريعة المتقررة التي يقوم فيها المسلم بالنصيحة بالطريقة الصحيحة التي تحصل بها الفائدة ويدفع بها الضرر، ويستجلب بها التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والعدل، وليس من النصيحة لهم غيبتهم والتشهير بهم، ونقل الشائعات وتهوين شأنهم في قلوب رعيتهم قال أئمة الدعوة: «ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس» وقال العلامة السعدي رحمه الله: «على من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سراً لا علناً بلطف وعبارة تليق بالمقام»
وقال الشيخ ابن باز: «الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم ولا غير حاكم»
ولا شك أن الأساس في التربية والتحصين والتنشئة الحسنة يقع على عاتق الأسرة فلها أثرها الكبير في تربية النشء وتوجيههم بل هي المحضن الأهم والأقوى، فإذا صلَحَت الأسرة صلح الفرد، وصلح المجتمع تبعاً لذلك، فالأسرة منبت العقيدةَ والأخلاق، والأفكار والعادات والتقاليد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولودٍ إلاَّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه)، ومن أعظم مسؤولياتها التربيةُ الدينية الصحيحة، التي تغرِس في النفوس العقيدة الصحيحة الراسخة، وتربيها في جوٍّ من الإيمان الصحيح، وغرس القيم الدينية والوطنية فيهم، وهذا مما يستوجب مضاعفة الجهود لتنشئة الأولاد على مبادئ دينهم وعقيدته وثوابته، ثم لتحصينهم ضد تلكم التيارات الفكرية المنحرفة، والتنظيمات المتطرفة قال العلامة ابن القيم: «قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقا فللابن على أبيه حق»، فكما قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا [العنكبوت: 8] قال تعالى: قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم: 6].
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: علموهم وأدبوهم، وقال تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى [النساء 36]، والملاحظ الضعف في هذا الجانب بحيث ينشأ بعض الأبناء بعيدين كل البعد عن انتماءاتهم الدينية وولاءاتهم الوطنية، فيصبحون هدفاً سهلاً لكل من يريد استدراجهم إلى أفكار التطرف والإرهاب، أو يوقعهم في حبائل الرذيلة والمخدرات والانحراف الخُلقي، ولذلك فلا بد للأسر من القيام بدورها المنوط بها تربية وتنشئة، ومَلأً للفراغ في نفوس الأبناء، وحماية لهم من كل فكر أو سلوك يورثهم الخيبة ويوردهم المهالك، والأحداث التي نعاني منها تؤكد مسؤوليتنا تجاه أبنائنا لتتكامل الأدوار من الأسرة ثم المؤسسات التربوية والتعليمية والدعوية والتوجيهية ممثلة في المسجد والمدرسة والجامعة وغيرها وأن تنهض بأهدافها ورسالتها وأن تقوم بأعمالها بكل وضوح وشفافية بعيداً عن التلون والأساليب الملتوية مع المتابعة الدقيقة لما تؤديه، وألايكتفى بالجوانب الإعلامية والدعائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل قد تكون تغطية وتعمية على الواجب الملقى على عاتقها، ومما لا شك فيه أن للمؤسسات التربوية دورا محوريا، وشأنا عظيما في بناء شخصية الفرد بناء سويا متكاملا يقوم على التحصين من الفكر المتطرف والمنحرف ويبني في نفوسهم مبادئ الدين الحقة الصحيحة السمحة، وذلك يتطلب جهوداً مؤسساتية فعالة، وبرامج وفعاليات مؤثرة، تتكامل فيها جهود المؤسسات التربوية المتنوعة بدءا من المسجد ومراكز التحفيظ والنوادي الصيفية وانتهاء بالمدارس والكليات والجامعات ومراكز الأبحاث، بحيث تؤدي كل مؤسسة دورها في منظومة شاملة ذات استراتيجيات وأهداف مبنية على أسس علمية، ودراسات واقعية وحقائق وأرقام، تساهم بإذن الله في تحصين الأبناء وتوجيههم وتجعلهم سواعد بناء، ومنارات علم، ورجال مستقبل، وتكون مقومات المواطنة الصالحة حصانات فكرية تصطدم بها دعوات الفتنة، وأقاويل الشائعات، وجهود المغرضين، ومما لا يخفى أن أقدار الله جارية، وسنته فيما يريده ماضية سواءً على مستوى الأفراد أو الدول، ولهذا مرت وتمر الأزمات ببلادنا، ونستدفعها باللجوء إلى الله، والضراعة إليه سبحانه أن يقي بلادنا وبلاد المسلمين كل شر وفتنة، ثم بالتكاتف وعزمات الرجال والروح المعنوية اعالية، والوقوف صفاً واحداً، ضد كل ما من شأنه أن يخل بأمن الوطن ويضر بمقدراته، ومن نعم الله العظيمة ومنته وفضله على أهل هذه البلاد المباركة والوطن الغالي المملكة العربية السعودية وعلى جميع المسلمين، أن قيض لها من القادة الصالحين والحكام المخلصين، والعلماء الربانيين، والدعاة الصادقين، من يقوم بنصرة هذا الدين، وإحياء ما اندرس من رسومه، ونشر العلم وتعليمه، والدعوة إلى عقيدة التوحيد الخالص، وتحكيم شريعة الله، ودحر الباطل وأهله وحماية توحيده، والقيام على ذلك بما يحقق النقاء والصفاء والقضاء على كل صنوف الشرك والبدع حتى أضحت هذه البلاد درة بين الأمم متفردة في نظام حكمها الصالح وفي حكامها الراشدين وعلمائها الربانيين مما جنبها الفتن والمحن التي أصابت الكثير من بلاد المسلمين، وضربت أروع الأمثلة في اللحمة والتماسك والتعاضد, والوقوف صفاً واحداً ضد دعاة الفتنة, ومنظري الجماعات المتطرفة, ومن يرومون خلخلة الوحدة وشق عصا الطاعة, وإحداث الفرقة.
وكان المحك الذي أبرز هذه اللحمة في أبهى صورها وأعمق معانيها: مواطن المحن, حينما يزايد أولئك على حدوث هذا الشرخ، وتحقيق الأهداف المبطنة والمعلنة, ولكنهم ينقلبون خاسئين، ويرتد إليهم طرفهم وهو حسير، وهذا كله من حفظ الله لهذه البلاد ولما قامت عليه من أسس وثوابت, ويحال بعد توفيق الله إلى الوعي بهذه المخاطر والفتن والأبعاد الخفية والمعلنة، فيظهر المكنون، ويشكل صخرة صلدة تتكسر عليها دعواتهم وتتحطم آمالهم، ورغم الفشل الذي يتوالى إلا أن دعاة السوء والفتنة وأصحاب الولاءات الحزبية والدعوات المضللة لا يزالون يمارسون هذه الأساليب الماكرة التي تدغدغ العواطف، وتحرك الفتن، وتجيش العامة والدهماء، ويستغلون الثغرات ويعظمون الأخطاء، ويحسنون القبيح، ويقبحون الحسن، وينشرون الشائعات والأراجيف ليصلوا إلى مآربهم، في اختراق وحدة هذا الوطن وتحريك الفتن فيه واصطفاف في مناصرة أحزاب أو جماعات، وأبلغ من ذلك في تشويه الصورة وإضعاف اللحمة وتحقيق مراد الشيطان في إضعاف الثقة بولاة الأمر والعلماء، ولكن ولله الحمد يزايدون ويحاولون ويقابلهم أبناء هذا الوطن بوعي بأهدافهم، وكشف لمؤامراتهم وصولاً إلى رفع القيم المعنوية لدى كافة أفراد الشعب لمواجهتهم بالأصول الشرعية، والمقاصد المرعية، والمواقف السلفية التي كانت وراء نجاة السلف وتوحدهم واجتماعهم.
وإننا نحمد الله أن منَّ علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وآلائه التي لا تستقصى، نعم الأمن والأمان والعيش الرغيد، في ظل هذا الوطن المعطاء، واغتنمها فرصة سانحة لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات، والشكر والامتنان لمقام والدنا ومليكنا المفدى, وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بهذه الميزانية المباركة، ونسأل الله جل وعلا أن يوفقهم ويسدد على الحق خطاهم، وأن ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته وأن يجزيهم على ما يبذلونه لأبناء هذا الوطن خاصة وللمسلمين عامة خير الجزاء.