د. خيرية السقاف
قطة تتسلق إلى أعلى سلك كهربائي، الناس الرؤوفة تخاف أن تسقط فتموت، أو تَخدش فتُصعَق،
يستدعون طوارئ شركة الكهرباء، فتهرع فرقة إنقاذ إليها..
تصل في زمن قياسي، تحتاج إليه أية سيارة إسعاف، وفرق منقذي البشر، فتعمل على إنزالها بمهارة فائقة..، وتُنقذ من الهلاك، ويُنقَـذ موصِّل الكهرباء من كارثة..
يتبادر التساؤل:
أكان هدف الإنقاذ للسلك الكهربائي الممد للحي بروح النور؟!
أم جاءت الاستجابة لإنقاذ روح القطة المتعلقة فيه؟
في كلا الوجهين تتدفق المبادرة الجميلة التي تفاعل بها المنقذون، ومن دعاهم بما يُفرح..
فعنهما تجلَّت في الناس يقظة الحس، والشعور بالمسؤولية..
إذ كم من القطط تموت دهساً, وتردياً، وجوعاً، وتكسراً، لا يلقي لها كثيرهم بالاً،
وكم من خدمات تتهالك وسائلها رمياً، وصدماً، ودفناً، وانتهاكاً..؟!
مع أن الملاحظ، أنه قد تضاعف أمر الاهتمام المسؤول ليس بالبشر من البشر فقط حين تعددت بشكل واسع مشاريع التكافل في كسوة الشتاء،ودعم الأرامل, واحتواء الفقراء، والتعاون مع المرضى، والتفاني في التأهيل الاجتماعي, وتطوير أساليب التكافل،والمشاركة, والرعاية, بل تضاعفت في شأن حماية ورعاية الحيوان،والطير، والسابح، والزاحف، والماشي منها جميعها، ومن كل أنواع المخلوقات الأخرى على الأرض..
زد على ذلك، بداية مرحلة الوعي نحو مقدرات المجتمع باختلاف أنواعها, ووسائلها..
والانتباه من غفلة الإسراف في كل شيء..
فحين تتطور حاسة الوعي الجمعي يؤدي الوعي إلى مرفأ النجاة, ويكشف عن مكمن التفوق على الأقل على النفس التي حين تترفَّه في دعة الاتكال، والبعد عن بؤر الرؤية, تضمحل, ويبهت حسُّها نحو أي شيء إلا فرديتها.!!