رقية الهويريني
قامت أمانة المنطقة الشرقية بتنظيم مشروع حضاري تحت عنوان «إماطة» بهدف تعزيز النظافة العامة، وحشدت جهودها وطاقاتها، واستقطبت جميع أفراد المجتمع، ومؤسسات القطاعين العام والخاص، وحرصت على تفعيل دورهما والتنسيق والتكامل فيما بينهما وبين الأمانة لتفعيل نظافة المنطقة، حيث حددت الأمانة الأهداف العامة للمشروع مثل التعريف بالنظافة وأهميتها، وتعزيز منظومة المعارف والقيم والمفاهيم التربوية والأخلاقية المتصلة بها للوصول إلى النظافة المثلى وحماية البيئة واستثمار النفايات كمواد أولية يتم تدويرها صناعياً، بما يدعم اقتصاديات البلاد ويخفف من آثارها السيئة على الصحة والبيئة.
وقد استهدفت الأمانة في مشروعها الرائد فئات هامة مثل الأطفال في الروضة وطلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وطلاب المعاهد والجامعات، كما توجهت صوب قائدي المركبات والشاحنات الناقلين للنفايات والفضلات والأنقاض ومياه الصرف الصحي، والمتنزهين في الحدائق والبراري والمرافق العامة، وكذلك المسؤولين عن المنشآت التي يتولد عن نشاطها النفايات والمخلفات كالمطاعم والمحلات التجارية والمستشفيات والمصانع، والعاملين في أجهزة الرصد والضبط.
والحق أن هذا المشروع التوعوي جميل في شكله وفي تعزيز جانب النظافة النظري، وأتمنى الشروع به وتعميمه على جميع مناطق المملكة، ولكن لن يكتمل الجمال ويحصل على نتائج إيجابية مشجعة حتى يلحق به مباشرة الغرامات الجدية التي ستؤكد على نجاحه، ليس لإدراك مفاهيم النظافة ومضامينها عند جميع المواطنين من جميع الفئات والأعمار، والمقيمين من مختلف الجنسيات فحسب؛ بل وللحصول على نتائج فعالة في سبيل إماطة الأذى عن الطريق والوصول إلى مفهوم (بلد نظيف)، من خلال تفعيل نظام الغرامات الصارم، الذي سيقلل حتماً من كميات النفايات التي تنوء بها البلد وتزخر بها الشوارع، لدرجة الفوضوية واللامبالاة برمي المخلفات وأعقاب السجائر من نوافذ السيارات وأمام المحلات، دون اعتبار للمارة أو احترام لهذا الوطن الذي يبذل القائمون عليه الجهد والمال، ويتطلع ساكنوه لبيئة نظيفة تتوفر فيها مقومات الحسن والجمال من شوارع ممهدة دون حفريات، وأشجار وارفة وأرصفة نظيفة ينتفي فيها الأذى. ولن يتحقق ذلك ما لم تكن النظافة قيمة راقية وسلوكاً سوياً، لينجح المشروع الريادي ونصفق لأمانة المنطقة الشرقية وأهلها الكرام.