لا يخفى على الجميع أن التركيز الصفوي الفارسي على منطقة الخليج ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار فيها، بعد أن عاث في بلاد الشام - العراق وسورية ولبنان - واليمن فساداً......بات أمراً مكشوفاً ومفضوحاً، بل إن اعترافات أفراد الخلايا الإرهابية التي يتم القبض عليهم بانتمائهم للتنظيمات الإرهابية الداعشية أو لتوجيهات النظام الصفوي الإيراني كل ذلك يشير إلى مدى تورط إيران في مشروع زعزعة أمن واستقرار دول الخليج تمهيداً لاستكمال مشروعها الصفوي التوسعي في المنطقة حسب اعتقادهم المزعوم، والذي بات مؤخراً يواجه الكثير من العقبات خصوصا بعد عاصفة الحزم والأمل في اليمن بقيادة سلمان الحزم والعزم حفظه الله.
نعم لقد انكشف كذب ونفاق إيران، ويجب عدم الوثوق بمسؤوليها وبوعودهم أو مفاوضاتهم أو كلامهم.
ومن الملاحظ أن الخلايا الإرهابية التي يتم ضبطها هي خلايا إما تابعة لتنظيم ما يسمى «داعش»، أو تابعة لعناصر موجهة من إيران، وهو ما يثير علامات استفهام جديدة حول مدى توافق الأهداف والنتائج التي تسعى كل من «داعش» وإيران لتحقيقها في دول الخليج من وراء عمليات الإرهاب في مساجدها على وجه الخصوص.
إن محاولات عبث إيران بأمن دول الخيج باتت لا تحتاج إلى دليل أو برهان، فقد تحولت إلى أمر واقع تثبتها الحوادث والأيام يوما بعد يوم.
قال الله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (4) سورة المنافقون.
فإذا برزت الأعمال وظهرت الأقوال، قامت الحجة ووقعت المحجة، فليس بعد الجرم إلا العقاب، وليس بعد إحداث الفوضى والشغب وبث العداوة والفرقة في المجتمع الواحد إلا الضرب بيد من حديد، وبما هو أشد من الحديد، هؤلاء هم ألد أعداء الله، هم العدو فاحذرهم، ليسوا أعداءً للسنة فقط بل للعرب أيضاً، هم أعداء صاحب السنة عليه أفضل الصلاة والسلام وهم أعداءُ أهله وأصحابه وأتباعه، وهم يصرحون بذلك علناً في أقوالهم وأفعالهم وكتبهم ومقالاتهم، فماذا بعد الحق إلا الضلال.
هل نسينا أحداث الحرم المكي الشريف عام 1409 الموافق 1989، وهل نسينا تفجير إسكان الخبر عام 1416 الموافق 1996، وهل نسينا أحداث البقيع في المدينة المنورة وتهجمهم على المسلمين وعلى قبور خير الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أحدثوه في المدينة من شغب واعتداء على ممتلكات الناس عام 1429 الموافق 2009، وهل نسينا ما أحدثوه في القطيف، وهل نسينا ما أحدثوه في الدول المجاورة لنا من دول الخليج الشقيقة في البحرين وفي الكويت واحتلالهم للجزر الإماراتية الثلاث، وآخر أحداثهم ما أحدثوه في العوامية من إفساد وشغب وتخريب واعتداء على رجال الأمن بالسلاح والقنابل.
والمصيبة العظمى أن هناك من يصرحون بولائهم المطلق لإيران، ويتلقون تعاليمهم من إيران ويوالون إيران، ولو ادعوا غير ذلك فهي (تقيّة أو تقية) على اللفظين، وما اكتشاف أجهزة المخابرات في دول الخليج للخلايا الشيعية المتعددة الجنسيات (عربية) والتي تتلقى التدريبات والمساعدات المالية واللوجستية من حزب (الشيطان) في لبنان وحرس الثورة في إيران، إلا دليل واضح وصريح على وقوع الجرم المشهود والعداء المتأصل في قلوب وعقيدة هؤلاء القوم ضد بلادنا خاصة بما تحمله من عقيدة ومنهج سليمين ولله الحمد.
نعم، إنها بلادنا ووطننا نخشى عليها، وليس الوقت أو السياسة في كل الأحوال والأحداث كفيلة بحل المشاكل، بل الحل أحياناً يكون في القطع والبتر والقوة والمعالجة السريعة، حتى يكون الردع قوياً لمن تسول له نفسه القيام بمثل فعلهم، أو يتجرأ السفهاء مثل هؤلاء على أمن البلاد وحرمته، وهذا ما حصل من ولاة أمرنا حفظهم الله ووفقهم وسددهم. أخيراً أقولها بكل صراحة ووضوح : لقد أحسنت حكومتنا الرشيدة ثم أحسنت وتكرمت وعفت كثيراً، فلم يجد ذلك نفعاً مع أمثال أولئك القوم فحسبوا أن ذلك ضعف وخور منها في مجابهتهم، فهم كالنبتة الخبيثة ليس لها علاج إلا بالمنجل الحاد الذي يقضي عليها من جذورها، ويطهر الساحة من شرورها، وهذا ما حصل ولله الحمد والمنة من صدور أحكام الإعدام في حق عدد من أفراد التنظيمات الإرهابية الداعشية اوالإيرانية عبرة لهم ولغيرهم والحق أحق أن يتبع، والله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين، حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا حفظهم الله وأعانهم ووفقهم وسددهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم الريس