إعداد - محمد المرزوقي:
قال صالح بن عبد الله الحمد في تقديمه لكتابه (من ذاكرة الحياة: سيرة ذاتية) الصادر عن مكتبة التوبة: إن الكتاب جاء استجابة لطلب من أبنائه، ومن أصدقائه ثانياً، أما ثالث الأسباب - الأهم كما يصفه - أنه شرع في تأليف هذا الإصدار استجابة لشعوره بأن النقلة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والاقتصادية التي حصلت في بلادنا، التي عاش خلالها وبعدها لم يكتب عنها بما فيه الكفاية.
وأضاف الحمد في ثنايا تقديمه: إن سرد هذه الذكريات.. ليس الهدف منه سرد قصة حياة فقط، لأن القراء والمهتمين لا يهمهم أن يقرؤوا عن حياة فلان من الناس.. بقدر ما يحبون أن يقرؤوا ويطلعوا على حقبة من الزمن تختلف (تماماً) عما يعيشون به حاضراً، وربما يستفيدون من ذكريات الزمن السابق.
من هذا المنطلق وعبر هذه الرؤية، شرع الحمد في تأليف ذاكرة الحياة.. من زاويته السيرية التي استهدف عبرها تدوين ذاكرة الزمان.. ورصد ما حملته ذكرياته من تفاصيل زمانية.. أراد من خلال (الزمكانية) أن يضع بين يدي القارئ صورة متكاملة على ذاكرة حقبة زمنية.. حرص المؤلف أن يكون جزءاً منها قدر ما يستطيعه فيما دونه في موضوعات كتابه الذي صدر في ست وثمانين ومئتي صفحة من القطع الكبير.
لقد دوّن المؤلف الكثير من المتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عبر مشواره الخاص، عبر العديد من محطات الطفولة والشباب.. والحياة الوظيفية.. وترحاله محلياً وعربياً.. مذيّلاً إصداره بملحق (مصور) خلال رحلة لم تكن مجرد رحلة مع الذكريات.. وإنما رحلة (مقارنة) ترصد بأسلوب سهل جوانب مختلفة من التحولات.