محمد آل الشيخ
يبدو أنّ الإرهابي اللبناني الشهير «حسن نصر الله» الأمين العام (لحزب الله) كما يسميه كوادره ومساندوه، و(حزب الشيطان) كما يسميه خصومه ومن اكتووا بنار إرهابه، شعر كما لم يشعر من قبل أنّ نهايته باتت قريبة، فإيران التي وظفته عميلاً لها في لبنان، قد أخطأت حساباتها وقراءتها للمستقبل، وارتبكت أوضاعها، واضمحلت قوّتها الإقليمية، منذ انكشاف ضعفهم في العراق أمام داعش لولا مناصرة الأمريكيين للجيش العراقي، وكذلك في سوريا أمام ميليشات المقاومة السورية المسلحة، واضطرارهم إلى إدخال الروس لحماية الأسد من السقوط، ثم عجزهم عن نصرة عميلهم الموازي له في اليمن «عبدالملك الحوثي» الذي تركوه يواجه مصيره المشؤوم منفرداً وناصروه بالتصريحات العنترية الإعلامية فقط ، فجاء إعدام «نمر النمر» ضمن إعدام الإرهابيين في المملكة، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير الفارسي، وأكدت ضعف إيران ونفوذها في المنطقة، هذه التغيرات والأحداث المتتابعة والمتتالية غيرت منطق القوة والضعف بين إيران ودول الخليج، فالمملكة ومعها دول الخليج التي كانت طوال تاريخها السياسي تؤثر السلام على النزاعات، والحلم على الانفعال، باتت لها سياسة جديدة تجاه التجاوزات والعربدة الفارسية في المنطقة، فقد كانت»عاصفة الحزم» لمن يقرأ التغيرات الإقليمية في المنطقة، هي البداية، وها هي الآن توشك على النهاية و(صنعاء) قاب قوسين أو أدنى من ضمها إلى بقية الأجزاء المحررة من اليمن، واللغة الدبلوماسية التي كانت تجنح إلى التهدئة وتتحاشى التصعيد، تغيرت أيضاً، فقد أصبح العمل السياسي وكذلك العسكري من خلال المواجهة (التحالفات الموسعة) قدر الإمكان، وليس العمل المنفرد ديدنا تكرر في أكثر من موضع، وأخيراً جاء إعدام الإرهابيين سنّة وشيعة في المملكة، ومن ضمنهم العميل الإيراني «نمر النمر»، ليرسم شكلاً واستراتيجية جديدة لم يكن يتوقعها الإيرانيون ولا عميلهم «حسن نصر الله» في لبنان»، وهذا ما تقرأه في جعجعة خطاباته الأخيرة، خاصة خطابه البذيء الأخير ، وما تبعه من اعتداءات جبانة على البعثة الدبلوماسية السعودية ومقراتها في طهران ومشهد.
حسن نصر الله قرأ على ما يبدو المشهد الإقليمي قراءة صحيحة، جعلته يشعر فعلاً أن حليفه الفارسي، وحامي حماه، انكشف، واتضح أنه عسكرياً وسياسياً واستخباراتياً، أوهى من بيت العنكبوت؛ وأن عاصفة الحزم قد غيرت قواعد اللعبة الإقليمية، سيما وأن الروس حالياً هم المسيطرون فعلياً سياسياً و عسكرياً على الساحة السورية، وأن أسياده الإيرانيين، يتقهقرون عسكرياً وسياسياً على المستوى الإقليمي، وأن المعادلة الإقليمية بدخول الروس الساحة السورية، وبروز قوة المملكة والدول الخليجية، خلق معادلة جديدة، وتوازنات إقليمية من شأنها حتماً أن تنعكس سلبياً عليه، إن عاجلاً أو آجلاً، ما يجعل إعدام النمر ليس إلا مقدمة تحمل كثيراً من الدلائل التي تشير إلى أن نصر الله وحزبه في الطريق، وقبله حاميه ونصيره «بشار الأسد» الذي فقد شرعيته فقداناً كاملاً، ولم يبقَ إلا الطريقة والأسلوب الذي يتم به إخراجه من المشهد السوري، وخروج الأسد من المشهد السياسي في سوريا يعني حكماً خروج نصر الله وحزبه من المشهد السياسي في لبنان. حسن نصر الله الذي كان يظن نفسه ويظنه اللبنانيون، رقماً صعباً، وأساسياً في المعادلات الإقليمية في المنطقة، أصبح بعد هذه المتغيرات الإقليمية أقرب أرقام المعادلة إلى الشطب؛ فالمطالبة برأسه وإسقاط حزبه سيصبح قريباً مطلباً دولياً بعد الانتهاء من إقصاء الأسد؛ والإيرانيون في النهاية سيقتنعون أن الرهان عليه وعلى إرهابه، والاستمرار في دعمه، وتحدي العالم، ضرب من ضروب الحمق السياسي، لذلك سيضطرون في النهاية إلى المساومة عليه، وعندما يصلون إلى ثمن معقول سيرمونه في سلة النفايات كما هو مصير أي عميل يبيع سيادة وطنه واستقلاله، كما أتوقع أن تعود حركة أمل من جديد منفردة لتمثل شيعة لبنان سياسياً.
إلى اللقاء