سلطان المهوس
أشعر بالعار الكروي مع كل حدث مخجل يتسبب فيه اتحاد الكرة؛ لأن السخرية تتخطى محيط المحلية؛ ليسخر زملاؤنا الخليجيون والعرب من «وش فيكم ما تعرفون تديرون كورة»..!!
كنت مؤمناً بأن الزمن الذي أوصل أحمد عيد ومجلسه لم يكن مثالياً لاعتبارات عدة، منها أن لا تجربة من النوع الانتخابي والاستقلالية سبقت ذلك، وكنت أيضاً أمتعض حينما يخرج سمو الرئيس العام لرعاية الشباب بانتقاداته اللاذعة لاتحاد الكرة على اعتبار أن لا حق له بذلك؛ لأن المنظومة واحدة، إلا إن كان سيستقبل انتقادات اتحاد الكرة لعمله بصدر رحب. والأكيد أن ميدانه قابل للانتقاد والسبر بأغواره..!!
وقفت كثيراً مع أحمد عيد، وكذلك انتقدته كثيراً..
لم أكن أود أن أهمل الواقع الذي واجهه عيد ورفاقه بجانب الألم الذي يجعلك تفقد التعاطف معه بسبب الفشل الذريع باستقامة مسار اللجان القضائية، الذي يجعلنا قلقين من وجود العدالة التنافسية والمبادئ الآمنة، التي تعتبر خطاً أحمر، يمكن أن يقذف بأحمد عيد ورفاقه إلى ما وراء البحار بأمر الفيفا..!!
ليس لكل مجتهد نصيب، بل أحياناً لكل مجتهد مصيبة. والاجتهاد في أمور القضاء الكروي (لجنة الانضباط - لجنة الاستئناف) وواقعها الحالي يؤكد أن أحمد عيد ورفاقه أقل من مستوى إدارة اتحاد سعودي كروي، بل من الظلم وصولهم لهذه الكراسي لاتحاد ساد آسيا بمنتخباتها وأنديتها، وله تاريخ حافل بمونديالات العالم منتخبات وأندية..!!
عندما حارب عيد المدلج والنويصر، وزاحم المسحل آسيوياً، كنت أمتعض، لكنني أشدد على أنه الرئيس، وعليه أن يفعل ما يرى بعد أن نال ثقة الناخبين، لكن الواقع الآن أكد أننا شربنا مقلباً، علينا عدم تكراره؛ فالتاريخ الكروي والدبلوماسية لا يصنعان قائداً؛ لأن القيادة موهبة وهيبة وذكاء، ولن أجرد أحمد عيد منها، لكني سأترك للقراء الحكم وهم يرون ما أنتجه القائد أحمد عيد..!!!
الواقع المرعب الذي يحيط بلجنة الانضباط تحديداً وما يدور حولها، وتصريحات رئيسيها السابق والحالي، ولكونها أداة القضاء الكروي، هو أكبر فشل يمر على الكرة السعودية؛ وبسبب ذلك قال المحامي عضو اللجنة القانونية بالفيفا ماجد قاروب لصحيفة الحياة «اتحاد القدم فاقد للشرعية، وعدم وجود لجنة للأخلاق والقيم وكذلك لجنة قانونية فجيعة»..!!
الفيلم الهندي الذي مارسه أحمد عيد لإبعاد رئيس لجنة الانضباط الحالي هو يمثل إحدى أدوات الإدارة والقيادة الفذة، فرئيس اللجنة أصدر قراراً بإيقاف لاعبَيْن من الاتحاد والأهلي قبل مباراتهما بساعتين، تماماً كما فعل سابقه عندما أوقف لاعب الرائد مندومو قبل لقاء العروبة بساعتين، أصبح في مرمى الإقالة؛ لأن اتحاد عيد المبجل يرى أن الأهلي والاتحاد خط أحمر، بينما الرائد خط سريع؛ ولذلك فقد هذا الاتحاد تركيزه؛ ليصبح أضحوكة العالم العربي. فالرد على رئيس اللجنة تم بحساب تويتر لمدير قناة العرب الزميل طلال الشيخ. أما الرئيس فذهب للإذاعة، ورئيس لجنة الانضباط بتويتر أيضاً. وهكذا تدار الأمور باتحاد عيد الرديء..!!
وقع اتحاد عيد بمطب رئيس لجنة مختلف؛ ولذلك يريدون إقالته الآن، فلم يكن هناك خيار إلا أن يصفوه بالرئيس المرشح؛ ما يعني أنه ليس رسمياً، بالرغم من أنه يمارس عمله منذ شهر بأخطر اللجان المستقلة..!!
طبعاً عيد واتحاده «يتمسخر» على الوسط الرياضي، وقد زاد بذلك أن رضخ لرئيس اللجنة، وأصدر قرارات الإيقاف بعد المباراة بيوم، لكن هذه المرة نعت الرئيس بالمؤقت وليس المرشح، وكأنه يخاطب مجتمعاً لا يستحق الاحترام والتقدير..!!
لا يدرك عيد واتحاده أنه باتفاق رئيسي لجنة الانضباط الحالي والسابق يمكن أن تتم الإطاحة به وبمجلسه، بل يمتد ذلك لملاحقته قانونياً، وتجريده من كل مناصبه الآسيوية، وإيقافه من قبل الفيفا لتدخله بعمل لجنة قضائية مستقلة، وتضارب بياناته وتعليقاته، وعدم شفافيته أمام الرأي العام، ولاسيما أنه أعلن كرئيس للمكتب التنفيذي المتفق عليه بصلاحيات من قِبل أعضاء مجلس الاتحاد تعيين رئيس لجنة الانضباط الحالي، وقد مارس عمله قانونياً بشكل سليم، ولا أنصح عيد باللعب بالنار؛ فستحرق (أصابيعه) وتاريخه ..!!
كما أود منه احترام الرأي العام، وعدم استغفاله، وصد الأحداث والقضايا بشفافية وقوة وثقة، وليس بمؤقت ومرشح، ولا ندري غداً يمكن أن تصفه بالمتوقع..!!
أما الحديث عن الجمعية العمومية ودورها وصوتها فيما يحدث فهي أقل من أن تستحق سطراً للحديث عنها، ولا أعتقد أن فيها عضواً يفخر أمام العقلاء بأنه عضو جمعية عمومية باتحاد كرة القدم..!!
قبل الطبع:
الجاهل.. رجل ينقصه رجل..!!