سلطان المهوس
اعتدنا المطالبة بالحزم والقوة مع كل حدث يخالف المبادئ الرياضية ويرتقي لمصاف ما يسمى الحدث العام الذي يشكل رأياً عاماً مثيراً، واعتدنا أيضاً صدور قرارات رادعة وهو المطاف الأخير للعلاج الذي يتخذه المسئول إغلاقاً للملف الذي يزعج كيان المؤسسة الرياضية دون أخذ اعتبارات أخرى تدخل ضمن اختصاصات المؤسسة الرياضية، وهي ضمان عدم عودة مثل تلك الأحداث وطمس مسبباتها الحقيقية التي تنطلق من السؤال التالي: لم يفعل الخارجون عن النظام والمبادئ أفعالهم؟؟ وهل الواقع يتيح لهم ذلك بحرية تامة؟؟.
قبل نحو تسع سنوات أصدر الأمير سلطان بن فهد الذي كان رئيساً لرعاية الشباب وكذلك اتحاد الكرة قرارات صارمة بحق المتسببين بأحداث مباراة الرائد والجبلين (دوري الأولى) راح ضحيتها مجلس الإدارة وبعض اللاعبين والإداريين والجهاز الطبي وللأمانة هز القرار منظومة الانضباط لتكون أقوى لكن جذور الأسباب فلتت من القرار لتختفي حتى أطلت قبل أيام معلنة ثورتها على كل المبادئ، فشاهدنا الطعن بالسكين وأعيرة الرصاص التحذيرية وضرباً لحكم ومحاولة ضرب آخر في أماكن مختلفة.
ليست لدينا مشكلة في القرارات الرادعة فهي متوفرة ولا ينقص المؤسسة الرياضية القوة لكن ضعف النظر للمسببات الأخرى كسوء تنظيم المباريات وكساد (بعض) مكاتب رعاية الشباب بالمناطق والمحافظات وأحياناً عدم شجاعتها كما فعل أحد موظفي رعاية الشباب بحائل عبر برنامج (اكشن يا دوري) بأن ما حدث في مباراة شباب الطائي وفيد طبيعي رغم أن الحكم تعرض للضرب.
ينادي بعض رؤساء الأندية خاصة بدوريات المناطق بتواجد أمني مكثف هاربين من مسؤولياتهم النظامية تجاه قيادة أبناء النادي لتجسيد المبادئ الرياضية وكأنهم يقولون: نحن عاجزون عن ضبطهم يا رعاية الشباب.
كما أن أخطر المسببات تتضمن التساهل التام في وجود من هب ودب داخل منصات الملاعب والتي تكون المنطلق الرئيسي نحو ساحة الملعب تحت أي ظرف، وقد عجزت رعاية الشباب في أكثر من ملعب إيقاف نهم هؤلاء وحبهم للدخول للملعب بل إن بعضهم ينزل للملعب ليسيء وليثبت أنه قوي وصاحب لسان طويل وقادر على التميلح أمام الجماهير وكاميرات التلفزيون.
القرارات الرادعة ليست حلاً بل النظام القوي هو الحل، ومن لا يستطيع فرض النظام بدعوى مجتمعية أو يخجل من فلان وعلان من أبناء منطقته فليرحل غير مأسوف عليه فصورة رياضة البلد أهم منه ومن ضعفه، كما أن إهمال رعاية الشباب لإخضاع مديري الملاعب لبرامج ودورات ودعمهم بفريق عمل وإعطائهم مزايا مالية ومعنوية يدخل ضمن مسببات ضعف التنظيم وظهور الفوضى مع علمي بأن رعاية الشباب الآن تأخذ الأمر بعين الاعتبار في مرحلة التحول الرياضي الوطني..
إن اعتبار الرياضة متنفساً وحيداً والدندنة على هذا الوتر الكاذب لا يجب أن يدوم لأن الرياضة واجهة مشرفة ويكفيها فخراً أن ميدانها الأجمل في التناغم مع أمن الوطن فهي بشبابها المنتمين لها آمنة من أي وباء إرهابي ولله الحمد.
اغلقوا مكامن الخطر أولاً بأساليب قوية لا تقبل الاستثناء وحاسبوا بعد الدعم كل مقصر وسترون انحساراً هائلاً لصور الأحداث السلبية فالردع ليس قراراً بل أسلوب علاج متكامل.
نعيش أنفاس متغيرات رياضية كبيرة تكمل مسيرة أولئك السابقين، وعلينا واجب دعم تلك الجهود والثقة بأن القادم مع قائد الشباب والرياضة عبدالله بن مساعد سيكون مكملاً لكل المسارات الجميلة وبالطبع نتطلع لأن تكون أفضل وأجمل وأروع.
قبل الطبع:
أكثر الأشخاص تحقيقاً للنجاة هم أولئك الذين يدركون أن الفشل أمر لا بد منه.
(كوك شانيل)