سلطان المهوس
نهاية الأسبوع الماضي كنت في الهند وتحديدا العاصمة نيودلهي, حيث تلقيت دعوة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان الخليفة لحضور حفل توزيع الجوائز الآسيوية السنوي.
هي المرة الأولى التي أزور فيها الهند, حيث كانت فرصة -برغم قصر مدة الزيارة- للخروج بانطباع حرصت أن يكون كرويا بحكم مقصد الزيارة..
استطيع أن أقول إن الهند قدمت أحد أجمل حفلات التكريم في تاريخ الاتحاد الآسيوي تنظيما وترحابا ودقة ممزوجة بابتسامات الرضا والفلكلور الهندي الممتع..
قلت للشيخ سلمان الخليفة إن قرار الآسيوي بجعل الهند مكانا للتكريم أحد أعظم القرارات الإستراتيجية للتوسع الكروي فتعدادها السكاني الهائل وواقعها الكروي يحتاج إلى مد يد المساعدة لدعم الكرة الهندية التي سبق وأن وصلت لنهائيات كأس العالم 1950 لكنها خفتت أمام شعبية لعبة الكريكت الضخمة وأصبحت اللعبة الثالثة بالترتيب الشعبي بعد هوكي الحقل صاحبة المركز الثاني.
لم يقف دعم الآسيوي للهند عند حاجز استضافة التكريم بل شارك الشيخ سلمان بحفل الإعلان عن الكرة التي ستلعب بها نهائيات كأس العالم للشباب 2017 والتي تستضيفها الهند.
برافول باتال هو رئيس الاتحاد الهندي لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي (جنوب آسيا) شخصية تملك كاريزما جذابة يعمل بهمة لتكون الهند إحدى ركائز الكرة الآسيوية وقد استقطبت الأندية الهندية عدداً من نجوم العالم أمثال تريزجيه وديل بيرو ولويس جارسيا وانيلكا وغيرهم. ربما تكون الهند إحدى الكبار مستقبلاً بالقارة.
توجه الآسيوي لدعم الهند يأخذ أبعاداً استثمارية وفنية وإدارية فالمال الهندي المتدفق كرويا بأوربا يجب أن يعود للقارة وتلك خطوة تاريخية أراد من خلالها الذكي سلمان الخليفة أن يقوي القارة ويحافظ على الاستفادة من ثرواتها المهملة.
لم يقف الآسيوي عند الهند بل أضاءت منصة الحفل بعاطفة المساندة والتحفيز بعد الإعلان عن حصول هونغ كونغ على أفضل اتحاد صاعد وتلك الجائزة هي عنوان جاذب للعملاق الاقتصادي للنهوض والالتفات لكرة القدم.
كما حصلت اتحادات بنغلاديش وبروناي دار السلام وفيتنام على تكريم بفضل جهودها بالارتقاء بكرة القدم وتلك أيضا لمسة ذكاء من الآسيوي الذي أراد أن يثبت أن العهد الحالي هو عهد العمل الجماعي المتدفق بقيادة الشيخ سلمان..
الهند أيضا استضافت المؤتمر الطبي الآسيوي الخامس بمشاركة 600 من عموم المهتمين بالعالم والقارة الآسيوية..
في الهند أعلن المكتب التنفيذي الآسيوي عن مضاعفة مكافأة الفائز بدوري أبطال آسيا لثلاثة ملايين دولار والفائز ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي لمليون ونصف المليون دولار.
حراك آسيوي على هامش حفلة تكريم يؤكد أن القارة في طريقها الصحيح للتوهج بعد إرهاصات سابقة.
مستقبل آسيا سيعود للتباين بعد أن قدّم الشيخ سلمان أوراقه للترشح لرئاسة الفيفا لأن ارتكاز المرحلة انطلق آسيويا وقد يصطدم بغيابه لذلك على القارة أن ترتب جيدا حتى لا تعود لنقطة الصفر من جديد.
أجزم أن آسيا تسير بشكل أفضل وأجمل وأجزم أيضاً أن أموراً فنية مثل أداء الحكام ونتائج تجربة فصل الغرب والشرق بدوري أبطال آسيا وكذلك دمج تصفيات كأس آسيا وكأس العالم تحتاج لأكثر من دراسة ووقفة بالأرقام والتعاطي المنطقي.
شكراً للهند على تلك الأمسية الرائعة وشكراً للآسيوي على دعوته.
قبل الطبع:
أحيانا لا تقدر قيمة اللحظة إلا عندما تكون ذكرى.