الحادث أليم ويمس مشاعر كل مواطن.. وعدد المتوفين يمثّل خللًا في رسالة المنظومة الصحية ">
الجزيرة - واس - المحليات - أحمد حكمي:
نقل معالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - لأهالي المتوفين في حادث الحريق الذي اندلع أمس الأول بمستشفى جازان العام.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها معاليه، ووقف في مستهلها على مبنى مستشفى جازان العام واطلع على الأضرار والآثار المترتبة على الحادث وما بذلته المديرية العامة للشؤون الصحية ومديرية الدفاع المدني وغيرها من الجهات ذات العلاقة من جهود في عمليات الإنقاذ والإطفاء ونقل المرضى المنومين بالمستشفى والمصابين في الحادث لعدد من المستشفيات الأخرى بالمنطقة.
عقب ذلك قام معالي وزير الصحة بزيارة تعزية ومواساة لإحدى الأسر التي قضى عائلها في حادث الحريق بالمستشفى، قدم خلالها تعازي القيادة ومنسوبي وزارة الصحة كافة لذوي المتوفى وغيره من المتوفين في الحادث، سائلاً الله تعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته وغفرانه، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
إثر ذلك زار معالي وزير الصحة المصابين في حادث الحريق المنومين بمستشفى العميس الطبي بمدينة جيزان, واطمأن على صحتهم ومستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم, مؤكداً استعداد الوزارة لتقديم كل ما يوفر لهم الراحة والخدمة العلاجية الفائقة.
وأوضح معالي وزير الصحة في تصريح صحفي أن الزيارة تأتي بتوجيهات من القيادة الرشيدة للوقوف على الحادث والاطمئنان على حالة المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات الأخرى ونقل تعازي خادم الحرمين الشريفين ومنسوبي وزارة الصحة لذوي المتوفين - رحمهم الله -.
وقال معاليه: لا شك أن الحادث أليم ويمس مشاعر كل مواطن وخصوصاً منسوبي وزارة الصحة، مضيفاً أنه عندما يحدث مثل هذا الحادث ويتوفى مثل هذا العدد فلا شك أن هذا يمُثّل خللًا في رسالة المنظومة الصحية التي نأمل - إن شاء الله - من خلال تقصي أسباب هذا الحادث وكيفية التعامل معه, التأكد من أنها - بإذن الله - لن تتكرر في أي موقع صحي آخر.
وأفاد المهندس الفالح أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة أسباب الحادث, ولا بد أن الانتظار حتى تنتهي لجنة التحقيق من أعمالها, مشيراً إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان وجه بتشكيل لجنة للتحقيق العاجل في الحادث، وأن وزارة الصحة ستكون شريكاً في هذه اللجنة، وستكرس كل الخبرات من الإدارات المركزية في الوزارة في الرياض ممثّلة في شؤون السلامة وشؤون الهندسة لتقصي أسباب الحادث والعمل على عدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى.
وأشار معالي وزير الصحة إلى أن عدد المصابين في الحادث كان وللأسف كبيرًا جداً, وأنه من الصعوبة القبول به، مبيناً أن «22» من المتوفين هم ممن كانوا منومين بالمستشفى, واثنين من المنقذين من الجهات الأمنية ليصبح بذلك عدد المتوفين «24» متوفى، والمصابون تم نقلهم إلى أربعة مستشفيات أخرى اثنان من مستشفيات وزارة الصحة واثنان من مستشفيات القطاع الخاص, وهم بحالة صحية جيدة ولله الحمد وغادر الكثير منهم المستشفى.
وقال معاليه: فيما يخص الحالة الراهنة للمستشفى فإنه بحالة غير جيدة بعد الحادث, وستقوم اللجنة الفنية بتقديم تقرير مفصل عن التصاميم الهندسية الأصلية للمستشفى وأي تعديلات حدثت للبنية التحتية لهذا المستشفى منذ افتتاحه قبل نحو ثلاث سنوات, وفي حال ثبوت أي مخالفات في التصميم أو الإنشاء أو التشغيل بإحداث تعديلات على البنية التحتية بالمستشفى وهي مخالفة بأنظمة السلامة فسنتخذ الإجراءات المناسبة خلال الأيام القادمة وبعد الوصول إلى الاستنتاجات على أسباب الحريق وأسباب الوفاة.
وأكد الوزير الفالح أن وزارة الصحة ستقوم بعد حادثة اليوم بمستشفى جازان العام بمسح شامل لجميع منشآت الوزارة للوصول إلى أعلى درجات من الثقة و- بإذن الله - أن مثل هذا الحريق تكون احتمالات حدوثه قليلة جداً مع العمل على تطوير وتنمية مهارات العاملين بالمستشفيات على طرق وأساليب الإنقاذ وكل ما يتعلق بسلامة المرضى في المستشفيات وتطبيق خطط السلامة وتدريب منسوبي المستشفيات على تلك الخطط وآليات تنفيذها. وأفاد أن الحريق انحصر في الدور الأول بالمستشفى وأن كلاً من كانوا في الدور الأول تم إنقاذهم من قبل منسوبي المستشفى بكل سلاسة وهدوء ولم يصب منهم أحد بما فيهم الأطفال بالحضانة والمنومين بالعناية المركزة غير مريض واحد فقط توفي في الدور الأول وكانت حالته قبل الحريق صعبة جداً, مشيراً إلى أن الأدخنة انتشرت في الأدوار العلوية بالمستشفى ولم يتم عزل الدخان وانتشر في الدورين الثاني والثالث وسوف يتم التحقق من أسباب ذلك. وأشار معاليه إلى أن الوزارة ستواصل تقديم خدماتها للمرضى بمدينة جيزان والمنطقة عبر عدة مستشفيات وفرتها القيادة الرشيدة ولن تتأثر الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمرضى ومنها مستشفى الأمير محمد بن ناصر الذي تم افتتاحه قبل نحو شهر وغيره من مستشفيات المنطقة والمناطق الصحية المجاورة إذا استعدت الحاجة لذلك.
وشدد على أن مستشفى جازان العام ستتم عملية إعادة تأهيله بعد التأكد من الدراسات الهندسية الكاملة أفضل تأهيل, ولن يتم افتتاحه بعد عملية التأهيل حتى يتم التأكد من تأهيل المستشفى للتعامل مع حالات الطوارئ وأن مثل هذه الحوادث المؤلمة لن تتكرر مرة ثانية - بإذن الله -.
وأبان أن الفرق الطبية التابعة للمديرية العامة للشؤون الصحية بجازان تعمل على متابعة حالات المصابين وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم بعد أن تم نقل ملفات جميع المرضى المصابين في الحادث حتى يتم التعامل معهم من الناحية العلاجية وفق الخطط المعدة لذلك.
وطمأن معاليه في ختام تصريحه الجميع على حالة المصابين في الحادث وأنه لا توجد أي حالات حرجة بين المصابين راجياً لهم الصحة والسلامة, مؤكداً معاليه أن كل ما قدم ويقدم من خدمات من قبل وزارة الصحة لا يخفف من أسى وحزن منسوبيها في وفاة «24» حالة في هذا الحادث.