عبدالعزيز بن سعود المتعب
ربما أن التحفّظ عن طرح الأسماء الذي قد يمتد إلى التشهير والشخصنة جعل البعض يتمادى في سرقة الشعر، وغاب عنه أن الرصد أولى خطوات العلاج، ولعل آخر هذه التفاهات المؤسفة شاعر معاصر برز من خلال بعض المسابقات الخليجية وغاب عن فطنته أن بروز النجومية شيء والتميز في الشعر شيء آخر؛ بدليل أن هذه النجومية لم تُغن تجربته المتواضعة في الشعر، ويفترض أنه مؤتمن على هذا الشعر الذي قدّمه للناس وعرّفهم به.. حيث يقول على إحدى القنوات الفضائية الشعبية من قصيدة جاء فيها:-
يا أغلى هوى في خافقي دوم مصيون
شوق المشاعر بالغٍ منتهاها
على الغيوم اكتب سلامي على الهون
وتحيةٍ عد المطر مع حصاها..!
وعداد رمل البر والناس يمشون..!
وعداد ما هل المطر من سماها
وأنقل للقارئ الكريم هنا ما ورد في النص في كتاب (شاعرات من البادية الجزء الأول - لمؤلفه عبدالله بن محمد بن رداس الطبعة الثامنة 1423هـ على الصفحة 165).
الشاعرة عمشا بنت مشعان القبع من عتيبة، اشتهرت هذه الشاعرة بجودة الشعر وغزارة الإنتاج وحسن الأسلوب، وكانت من بيت شعر؛ فقد كان أبوها شاعراً وأخواها شاعرين، بل إن كثيراً من أسرتها كانوا يقولون الشعر، أما هي فقد قالته مبكرة بعمر لا يتجاوز التاسعة، ولازالت تقوله حتى يومنا هذا 1385هـ وقد تجاوز سنها 64 عاماً، كانت تقطن الرياض وأولادها يعملون في المنطقة الشرقية من المملكة، وقد ذهبت يوماً لزيارتهم بواسطة القطار، فقالت هذه القصيدة:
ركبت فوق الريل والصدر مشحون
ودموع عيني نثّرت كل ماها
يسرح من العارض بخلقٍ يهولون
والعصر بالدمَّام هو منتهاها
(قم يا سعد واكتب سلامي على الهون
وتحيةٍ عد المطر مع حصاها)
(وعداد رمل البر والناس يمشون
وعداد ما هل المطر من سماها)
خطَّ الكتاب وروّحه فوق مامون
صنعٍ جديد وغاليٍ مشتراها
رد السلام للاّبتي لين يوحون
واذكر ترى نفسي تبيّن خفاها
أولاد (مِنْعِرْ) سربةٍ ما يذلُّون
وبيوتهم للضيف يرفع قَرَاها.