عبدالعزيز بن سعود المتعب
الشعر الشعبي صنو الفصيح؛ وبالتالي فإن المبدعين فيه قلّة كما هم في الفصيح ومن يتصفّح كتاب - الأغاني لأبي فرج الأصفهاني- وغيره من المؤلفات سيقرأ أسماء لمئات الشعراء الذين لم نسمع بهم ولم يكن شعرهم إلا عابراً في تاريخ الشعر الفصيح، بينما بقي المتميّزون من شعراء الفصيح في الذائقة على اختلاف عصورهم المتلاحقة التي تفرق بين بعضهم والبعض الآخر بمسافة عدد قرون من الزمن وليس عقوداً فحسب ابتداءً بامرئ القيس ومروراً بالمتنبي وانتهاءً بأحمد شوقي ونزار قباني ود. غازي القصيبي، وهذا الأمر ينسحب على الشعراء الشعبيين؛ فالبعض مستاء من تهافت الدخلاء على الشعر وأسماء لا يرتقي إنتاجها من الشعر للمبدعين رغم أن أصحابها لهم سنين طويلة في الساحة الشعبية ويفترض أن تجربتهم تبلورت تماماً وصقلوها بما يجعلهم من شعراء الصف الأول أو شبه المتميزين على الأقل ومع هذا فإن تاريخ الشعر الشعبي - من منظور نقدي لن يُوثِّق إلا ما يستحق التوثيق- وأوردت الشعر الفصيح كمثال تفعيلاً لـ - السعيد من اتعظ بغيره- بدليل أن الذائقة الرفيعة خلّدت إنتاج شعراء شعبيين سبقوا في حضورهم زمن الصفحات الشعبية والمجلات الشعبية ووسائل التواصل الاجتماعي وما زال رفيعو الذائقة ينهلون من معين إبداعهم.