المملكة نموذج يحتذى به في مكافحة الإرهاب ومحور الاستقرار والسلام في المنطقة ">
القاهرة - سجى عارف:
أصدرت سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة تقريراً عن دور المملكة في التصدي للإرهاب على مختلف الأصعدة محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وأكد التقرير أن المملكة محور الاستقرار والسلام في المنطقة العربية والأداة الفاعلة في مواجهة الإرهاب حيث برهنت رغبتها الصادقة والجادة في محاربة الإرهاب بتعاونها مع الأمم المتحدة ومع المنظمات الدولية في كل ما يدعم الأمن والاستقرار في العالم وبرز جليًا دور المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب على مختلف الأصعدة محليًا وإقليميًا ودوليًا، فقد قامت المملكة بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وتقديم دعم بقيمة 110 ملايين دولار لتفعيل أنشطته، كما قامت المملكة بتأسيس مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بوصفه أحد النماذج الفريدة التي تعكس نوعية الرعاية والاهتمام التي تقدمها وزارة الداخلية للموقوفين والتي حظيت باهتمام لافت من أجهزة الأمن في دول العالم ومسؤوليها الذين زار الكثير منهم المركز وطلبوا الاستفادة من هذا النموذج المميز.
ومن الناحية التثقيفية قامت المملكة بتقديم برامج توعية عبر وسائل الإعلام المختلفة وتدريس مادة مكافحة الإرهاب في بعض المناهج الدراسية في الجامعات والكليات وأكد التقرير أن المملكة وقفت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ـ حفظهما الله ـ موقفاً حازماً وصارماً ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي وبما أن المملكة جزء من العالم فقد عانت المملكة ولازالت من هجمات تنظيم داعش والقاعدة والإرهابيين منذ عام 1995م حتى الآن، وكافحته من كافة جوانبه الأمنية والفكرية وقطع التمويل عنه، وتمكنت من اعتقال الآلاف بتهمة الإرهاب والتجنيد والتمويل، وتقديمهم للعدالة كما بادرت المملكة لهذا الغرض باستضافة أول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في الرياض في عام 2005م. وكانت من الدول المؤسسة للتحالف العسكري الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، ومن أوائل الدول التي ساهمت بفاعلية ولا تزال في الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا وقد حذرت منذ سنوات من خطر الأزمة السورية والعراق على تنامي ظاهرة الإرهاب، وأكدت على أن الطريق لهزيمة داعش يمكن في بلوغ في حل سياسي للأزمة السورية، وتطبيق للإصلاحات المطلوبة في العراق.
ودينياً، كثفت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من المحاضرات والدروس الدعوية والتوعوية في المساجد لبيان خطأ الفكر التكفيري وتحريمه وتجريم من يعتنقونه ومن يرتكب أعمال العنف ضد المسلمين واستند علماء المملكة في إدانتهم إلى تنافي الأعمال الإرهابية مع نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية اللتان تعدان مصدر التشريع للمملكة. ورداً على المزاعم التي تربط بين دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وانتشار الإرهاب والتطرف، فإن دعوة الشيخ التي جاءت قبل نحو 300 عام كانت لتأسيس مبادئ المحبة والوئام والسلام وإعادة ترسيخها، ولو كانت دعوته للتطرف والعنف والإرهاب ونبذ الآخر للمسنا ذلك في الجزيرة العربية منذ قرون، إلا أن العنف والتطرف لم تشهده الجزيرة العربية إلا خلال الثلاث العقود الماضية ومن ضمن جهودها المستمرة من أجل مكافحة الإرهاب والتصدي له استضافت المملكة بداية عام 1436هـ، لأعمال الاجتماع الإقليمي في مدينة جدة الذي خُصص لبحث موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات التي تقف وراء سبل مكافحته وشارك فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر والأردن ولبنان وتركيا، ووزير الخارجية الأمريكي وترأسه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية - رحمه الله -، وأعلن المشاركون عقب الاجتماع التزامهم المشترك للوقوف بوجه التهديدات التي يجسدها الإرهاب بكافة أشكاله للمنطقة والعالم بما في ذلك ما يدعى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وأن تسهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة لمواجهة التنظيم المذكور وفي شهر سبتمبر، جدد وزير الخارجية، عادل الجبير، التأكيد على مواقف المملكة في محاربة الإرهاب حيث أكد في مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في نيويورك، أن المملكة مصممة على اجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها والقضاء على مصادرها ومسبباتها بغض النظر عن دوافعها أو هوية مرتكبيها، ودعا جميع دول العالم إلى تقديم الدعم اللازم لمركز مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف الذي أنشئ بجهود كبيرة من المملكة.