عبد الله بن حمد الحقيل
المكتبات في كل بلد عنوان رقيها ودليل نهوضها ومقياس حضارتها وتاريخها ولقد سبق أن شرفت بزيارة هذه المكتبة إبان حفل افتتاحها في 13-2-1436هـ مع نخبة من المؤرخين وعدد من الآباء والمفكرين وبرعاية كريمة من سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز بمناسبة تكريم الشيخ عبدالعزيز سعود البابطين، وهي تضم عدداً كبيراً مما كتب عن منطقة سدير وتاريخها إلى جانب ما تحويه من متحف تراثي يضم الكثير من القطع الأثرية منها العملات والبنادق القديمة والتراثيات المستخدمة في الأعمال الزراعية أو الصناعية والحرف اليدوية وبعض المخطوطات والوثائق والمجلات والصحف القديمة والأدوات الخشبية والنحاسيات وأدوات القهوة وغيرها.
وهذه المكتبة تعتبر من مصادر تاريخنا المحلي قديماً وحديثاً كما أنها تضم كل ما ألفه أبناء سدير من كتب ومؤلفات ودواوين شعرية وكتب تاريخية عن بلدان سدير.. إن هذه المكتبة الزاخرة والحافلة بروائع الكتب والوثائق هي مشروع ثقافي ووطني كبير انبرى له الأستاذ عبدالله بن محمد البابطين بحيث توفر المكتبة للباحثين النواحي العلمية والخدمات الثقافية للمؤرخين والباحثين عن إقليم سدير فهي بحق مكتبة متخصصة لما كتب ويكتب عن مدن سدير كاملة كما خصص جناحاً لكل مؤلف ولكل مدينة فلقد جمع كل ما كتب عن سدير قديماً وحرص على جمع ما دون حديثاً سوءا بشراء الكتب من أهلها أو قبول الهدايا من المؤلفين أو ممن لديهم مكتبات أو مخطوطات أو صور منها وكذلك الوثائق وصكوك التملك والمراسلات وغيرها مما تحمله فهي تشكل مصدراً للتاريخ.
لقد كان أسلافنا يهتمون بالكتب ويحرصون على اقتنائها قائلين:
جل قدر الكتاب يا صاح عندي
فهو أغلى من الجواهر قدراً
وقول أحدهم:
لم يبق شيء من الدنيا نسر به
إلا الكتاب ففيه العلم والأدب
فـتحية لأخي الشيخ عبدالله البابطين على اهتمامه متمنياً له المزيد من التوفيق في الاهتمام بهذا المشروع الثقافي الذي يخدم الوطن والباحثين فالعطاء الثقافي أهم ما يمكن أن يقدمه المرء لأمته ووطنه.. وآمل من جميع الباحثين والمؤرخين من أبناء المنطقة وكذا جامعة المجمعة التعاون مع المكتبة حتى تتحقق الفائدة المرجوة وتصبح مرجعاً تاريخياً لمدن سدير مساهمة منهم في المعرفة ونشر العلم وترسيخ هذه المكتبة وجعلها مرجعاً تاريخياً ووثائقياً وعلمياً عن هذا الوطن العزيز وأن تكون محفزة لقيام مكتبات مماثلة في كافة أرجاء الوطن حقق الله الآمال ووفق الجميع.