عبد الله بن حمد الحقيل
من دواعي الغبطة والفخر والاعتزاز أن تحل علينا الذكرى الخالدة.. حيث تعيش بلادنا يومها الوطني المجيد وهو يوم يرمز إلى معان مضيئة وجوانب مشرقة في تاريخ هذه البلاد.. فهذا اليوم مناسبة غالية على كل قلب إذ تم فيه توحيد شمل هذه البلاد فأصبحت بلداً واحداً وكياناً قوياً متماسكاً بعد أن كانت تمزقها الفرقة ولا تربطها رابطة ويقول أحد معاصري الملك عبدالعزيز وهو خير الدين الزركلي: في سيرة الملك عبدالعزيز سيرة أمة تحولت من الركود إلى النشاط ومن الفتنة إلى الألفة ومن نزعات العصبية الجاهلية والفوضى إلى الغيمان والنظام ومن الفاقه إلى اليسر ومن الاستغراق في السبات إلى الأخذ بأسباب الحياة.
إن هذا اليوم رمز لإنجازات عظيمة ولأعمال جليلة، ففي هذا اليوم أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قيام المملكة العربية السعودية كياناً إسلامياً عربياً شامخاً ووضع الشريعة الإسلامية دستوراً للدولة ورفع شعار التوحيد.. وكان يتعامل مع الأحداث في ذلك العصر بوعي وبصيرة فذة.. ولقد كان صادقاً مع نفسه ومع شعبه يملك إرادة صلبة وإيماناً قوياً راسخاً ولعل هذه الصفات ليست في حاجة إلى دليل أو إثبات لكل من تعرف على حياة الملك عبدالعزيز من البداية إلى النهاية وكفاه فخراً بناء الدولة التي أصبحت مثلاً رائداً ونموذجاً فذاً متميزاً يعيش أهله بنعمة الأمن والاستقرار وما زال تاريخ المؤسس حافلاً بالعبرة والتجربة الثرية وما تزال صور البطولة فيه أبرز الصور وأبهرها وأكثرها أسراً للنفس.. لقد كتب كثيرون عن تاريخه وجوانب من شخصيته وإنجازاته وانتصاراته ومع ذلك لا يزال هناك جوانب عديدة من شخصيته وتاريخه لم تبرز بالقدر الكافي.
إن اليوم الوطني رمز جليل وذكرى غالية ومسيرة مظفرة على طريق القوة والتقدم والازدهار وترسية قواعد الشريعة الغراء.. فما أنجزه الملك عبدالعزيز نموذج بل ملحمة تاريخية.
إن اليوم الوطني لفرصة طيبة لقراءة جديدة لهذا التاريخ الحافل المتنوع، فهو ميدان خصب للدراسات في مجالات شتى.
إن ذكرى اليوم الوطني لهي انطلاقة خير وإشراقة نهضة وتطور فالأمم تسعد دائماً بأيامها الخالدة وشرح أهدافها وإن هذا اليوم لن ينساه فرد من أبناء هذا البلد الكريم، فذكراه تسكن في أعماق القلوب وفي خلجات النفوس وعلينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة وما وصلت إليه بلادنا من مكانة متميزة وأمن ورخاء واتحاد كلمة ووفاق ومحبة.. ومنذ الأيام الأولى لاستقرار الملك عبدالعزيز وحتى الآن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين تسير بلادنا في تطور ونهوض. وكما قال الشاعر:
إذا مات منا سيد قام سيد
قؤول لما قال الكرام فعول
وإن اليوم الوطني لهو استعراض لصفحات مجيدة حافلة بالجهود المثمرة والأعمال العظيمة وتواصلت الأعمال والمواقف فعالية وبروزاً.
وهكذا تحفل ذكرى اليوم الوطني بالتاريخ الناصع والإنجازات الكبيرة والذكرى المجيدة.