د. خيرية السقاف
يقض مضجعك أن تكون مدانا لمرفق خدمة، أو جهة تمويل..
لقرض البنك فتنظم أقساطا من رابتك لإنهائه..
لفاتورة الكهرباء، والماء، والهاتف ليكون لسداد كل منها جزء من دخلك الشهري دون تردد
لقيمة مشتريات تلتزم في عقد الشراء بتغطيتها في مواعيد محددة من كل شهر، أو قيمة إيجار بيتك ، أو قسط مدرسة صغارك..
كل ديونك ، والمطلوب منك سداده، في موعده تنظمه في قائمة، وتلتزم به لحظة نزول راتبك في حسابك البنكي..
أو كيفما يكون اتفاقك، وشروط عقود معاملاتك المالية..
فإن تأخرت فهناك من يتابعك، ويلاحقك، وقد يضطر إلى محاسبتك كيفما اتفق عليه من شروط الجزاء..
لكنك في كل الأحوال ملزم، وإن استدنت كي تفي بالمطلوب منك..
وإن ضاعفت الجهد عملا كي تجني ما يوفر لك سدادها..
غير أن هناك ديونا قد تقع فيها ولا تضع في حسابك أن تسددها إن وقعت في براثنها، بل قد تنكرها وإن هي تطوق رقبتك، وقد تعرفها ولا تمنح نفسك لحظة كي تفكر في كيفية سدادها..،
وهي قاصمة إن عاجلاً، أو آجلاً أمر سدادها..
تلك حقوق من اغتبته، أو ظلمته، أو سرقته، أو بهتَّه، أو أكلت شيئا له ، أو شربت عرقه، أو نظرت لما عنده، أو لمست ما يملك، أو ضمرت له ما يؤذيه، أوفعلت ما يكره،.. أو ضربت ضعفه، أو أهنت كرامته، أو جرت على عجزه، أو اعتديت على حقه، أو لمزته في عرضه، أو هتكته في غفلته، أو سطوت على ماله، أو حدثت عنه بما يكره.. أو.. أو..
هذه الديون تتراكم
فكيف، ومتى تسددها..؟!
كيف تبرمج سدادها، ومن أي الأرصدة يكون السداد..؟!
ومتى تواجه نفسك بعبء ديونك للآخرين..؟!
وهل تفعل ..؟!
إنها أثقل، وأشد وطأة مما يحتمل رصيد دخلك في البنك..!!