د. خيرية السقاف
«جبال اللوز في تبوك مترفة بالبياض»
**
يا جبال اللوز,
حدثينا عن كمائن الشتاء معك..
أنت مترعة بالثلج,
ونحن شغوفون شوقا له..
أنت مترفة بالإغراء..
ونحن مولعون بالتأمل..
أنتِ مكتنفة بأسرار الصمت في رهبة الصقيع,
وإغواء البياض..
ونحن منصتون لصوت الصمت فيكِ..
ما تقولين يا جبال اللوز في الشمال للتربة عند سفوحك..؟
وقد ازدهت بالبياض..؟
وشجيرات اللوز البتول على مدى ناظريك تتحدى سطوته ..
وهي يافعة في انتشاء..؟
وهي في وجه الريح لا تنثني..
تناكف الزمهرير نائفةً مترفة بالخضار..؟!
تباغت وحشة الغمام بعذوبة الوداعة..
كلما قلنا اشتد البرد هنا في الرياض يا جبال اللوز هناك
قلتِ لنا: ههنا الشتاء هناك حيث تقفين..!!
كلما تناغم الجمال هنا في الرياض هنا..
كلما صحراؤنا في روضاتها انتشت،
كلما ألسنة نارنا صفقت في مواقدها, وقلنا الشتاء هنا..
تقولين ههنا كمائن الجمال,!!
ههنا مترفُ الرَّفهِ في مساقط الندف,
في الثلج, في الزمهرير
في الدفء, في الكمون
في الصمت, في أبخرة الأنفاس
في غيبة العروق, في رجفة الصوت
في احتباس الحس, في هسيس النبض..!
يا جبال اللوز..
مدي إلينا بهاءك,
عمِّرينا بسكون الدهشة, باتقادها, بصوتها, بمداها..
أقيمي أسوار بياضك
قربي مواقد الثلج منا..
متعينا بالجمال, قولي, تحدثي..
أيقظي القريض فينا، اسكبي القهوة,
اشعلي موقد أمي.., مدي البساط
عطرينا برائحة الكستناء،
وشواء الأرغفة, ودفء الصوف,
ونشوة الرماد..!!
جائعون للجمال,
عِطاشٌ للقصيد,
للإبداع ..
للخلاص من رهاب القبح في فضاء البشر..!!