د. خيرية السقاف
ينتشل لحظة فارة من وعثائه،
يركن على جادة المسار
يهش في سديم فضائه بعصا حيرته ثرى المسار الممتدَ بين عينيه..
يشيح بوعيه بصفحة كفه المنغمسة في العجين عن غباره المندفع كالحمم..!!
حكايات الألغاز تتقافز أمامه على طول المسار،
وهو القابع في بؤرته يتقرفص في كدِّ وحشته..!
الطريق مكتئبة بضباب أسئلته..!
أزيز أجنحتها يحرك فيه رغبة السفر الطويل..
أو البقاء الدائم..
بين حدي المسار هو..
لا يبلغ الجدران التي تلقت الصوت، وصمتت..
ولا الأرض التي ابتلعت الجسد دفنت، واحتفظت..!!
لا ثمة أحافير موغلة في المسار تدله على «لغز الحكايات»..
لا غزال اغتال العيون، لا فأر التهم الخلية، لا حمامة حملت رسالة،
لا حوت جاب البحور، والاتجاهات..
لا ما ينبئه عن لغز التراكمات..
أو مؤشرات الما بعد..
المسار أمامه لا بدء له، لا منتهى إليه..
فضاؤه يكتظ بدوائر الموج تدك في مدها،
تُغيِّبُ في جزرها لحظتَـه الفارة من الوعثاء..!!
سِفْـرُ الحكايات ِ التي تُوغلُ
ألغازٌ تنبعج صفحاته أسئلةً تزيده حيرة، وضياعا، وشتاتا..
تحشرج في حلق وقته أطرافُ الإجابات
لغزه وحده حكاية طويلة..
طويلة
خارج سفر الحكايات بعد..!
يتراكم يتراكم
إنسان الهزائم..
القابع على جادة المسار
يرقب الوقت،
ينتحب..!