أحمد بن عبدالرحمن الجبير
جاءت الانتخابات البلدية في بلدنا مختلفة هذه المرة حيث لمسنا حضورا نسائيا كثيفا، وشعورا عاما لدى غالبية المرشحين بأهمية الخدمة الوطنية، بعيدا عن النظرة الضيقة، التي عادة ما تغلف الانتخابات المحلية، لكنن نؤشر على ان التجارب والدورات الانتخابية، ونزاهة هذه الانتخابات، والمنافسة الشريفة، ساهمت في نجاح العديد من الشباب والشابات، ممن يشار لهم بالاحترام والتقدير والسلوك الحسن في الأوساط الاجتماعية.
وبخصوص أعضاء المجلس البلدي المنتخب في العاصمة الرياض فقد استبشرنا خيرا بهم حيث جاء على رأس القائمة المهندس عبدالعزيز العجلان، والدكتور عثمان العثمان، والاستاذة جواهر الصالح، والذين يتمتعون بخبرة وكفاءة عالية، وحسن تعامل مع الجميع، كما أن مشاركة المرأة تعطي دورا مميزا وقويا في دعم التنمية الوطنية، وأجزم أن المجلس الجديد بكل أعضائه يدركون أن الإعلام شريك مهم في خدمة الوطن، وتوعية المواطن.
وتعتبر المجالس البلدية تجربة رائدة وموفقة للتعاون بين المواطن ومؤسسات الدولة، ورافدا قويا من روافد التنمية الاقتصادية، وتطوير الخدمات المحلية، وذلك من خلال مشاركة المواطن في خدمة الوطن، وتلمس احتياجات ومطالب المواطنين والمقيمين، ومتابعة الأداء الإداري للبلديات والرفع من مستوى الأداء الوظيفي، ومتابعة المشاريع، وأداء الخدمات البلدية.
ونتطلع بأن يعمل أعضاء المجلس جميعا بإخلاص وصدق، وشفافية وأمانة، وأن يقوموا بواجباتهم على أكمل وجه، لذا يفترض أن نضع أيدينا كمواطنين في أيدي المجلس البلدي الجديد المنتخب في الرياض، وفي مختلف اصقاع المملكة، لتعزيز التجربة وكي نرى فعلاً أن الخدمات البلدية بدأت تؤدي دورها بامتياز، وكما يجب في نفع الوطن والمواطن.
وينتظر المواطن من مؤسسات المجتمع المدني كالمجالس البلدية الحديثة بأن يكون لها دورها الثقافي، والتوعوي والإعلامي المؤثر في تحسين الخدمات البلدية، ودعم وتصحيح مسارات المجالس البلدية، فثمة قناعة لدى المواطن حول تحسن الخدمات، واختلافها من مكان إلى آخر داخل الرياض، وفي مختلف مناطق المملكة.
ومازلنا ننتظر دوراً أكبر من المجلس البلدي المنتخب من خلال تكاتف الجهود تجاه توعية وتثقيف المواطن البسيط، والدفاع عن حقوقه، إلى جانب إعداد الدراسات والبحوث، وعقد المؤتمرات والندوات والدورات التعريفية، وإقامة المعارض ذات العلاقة بنشاط الخدمات البلدية، ونشر نتائج تلك الدراسات والبحوث، وتوعية المواطن والمقيم بالخدمات المتميزة والمفيدة.
ويفترض تفعيل دور المجلس البلدي بثوبه الجديد، وابراز هذا الدور ليس اعلاميا فقط، بل بالتركيز على الانجاز، لأن الكثير من المواطنين والمقيمين لم يسمعوا بالمجالس البلدية حتى الآن لضعف نشاطها ودورها التوعوي في السابق، فالخدمات البلدية خدمة توفرها الدولة في السابق لخدمة المواطن والمقيم، وتوعيتهم واستلام شكاويهم، حيث أن بعض الدول المتقدمة تضع مكاتب لخدمة المواطن داخل الاحياء.
لذا لا بد أن يفعل دور المجالس البلدية الجديدة عبر الإعلام والصحافة والقنوات الفضائية والمنشورات التوعوية والإرشادية وتفعيل مواقعها الالكترونية، ويفترض تحويل المجالس البلدية الى هيئة مدنية مستقلة مالياً وإدارياً حتى ترتقي بمستوى خدماتها للمواطنين والمقيمين، وتفعيل دور المجالس البلدية الاجتماعي والانساني، بحيث تعمل بفكر يتواكب مع فكر المواطن البسيط والدفاع عن حقوقه.
ولعل من الأدوار البارزة للمجالس البلدية الجديدة القيام بدورها المأمول لتبني المشاريع النافعة للوطن وخدمة الموطن، وأن تقوم بدورها الايجابي لخدمة الفرد والمجتمع، بحيث يكون لها ميزانيتها الخاصة في تجميع اموال الرسوم والمخالفات المالية، وصرفها في تحسين الخدمات البلدية في كل محافظة ومدينة وقرية، وتبني عدد من المشاريع التنموية، وكذلك الرفع من مستوى أداء البلديات والعاملين بها بدرجة مرضية وممتازة،
ونامل ان تأتي على رأس مهام المجلس محاربة الغش والاحتيال، ومراقبة الفاسدين الذين يستغلون الامور لمصالحهم الخاصة، إلى جانب استقبال شكاوي المواطنين، وحلها عبر المواقع الالكترونية، والاستفادة من التقنيات الالكترونية الحديثة، والتدقيق في تحسين الخدمات الكترونيا ونامل أن نسمع الأخبار التي تطمئن الجميع على أن هناك مجلسا بلدياا لكل محافظة ومدينة وفرية وهجرة تساهم في بناء علاقات ايجابية مع الفرد والمجتمع، وتعمل بصدق وشفافية ووضوح لخدمة الوطن والمواطن.