أ. د.عثمان بن صالح العامر
الحديث عن هذا الداء القاتل والخطر الفتاك ليس جديدًا في ساحتنا السعودية الرسمية السياسية والعسكرية، والعلمية الأكاديمية، والفكرية الثقافية والإعلامية، والاقتصادية والمجتمعية، فهو حديث الساعة منذ سنوات وما زال، وهمّ الجميع بلا استثناء؛ وذلك لأننا - مع الأسف الشديد - المتهم والضحية في آن، «دنيًا ومنهجًا ووطنًا وشعبا»!!!، ونحن على وجه العموم أبعد ما نكون عن هذه التهمة التي حاول ويحاول فئام من الغربيين واتباعهم المنتظمين في سلك الطابور الخامس إلصاقها - زورًا وبهتانًا - بـ:
* ديننا الإسلامي الذي جعل الله له الرحمة عنوانًا، والحجة والبرهان قائدًا ودليلاً.
* دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي عرف عنه التجديد في الدين، حرصًا منه -رحمه الله- على سلامة العقيدة وصفاء التوحيد وإخلاص العمل لله بوسطية سلفية صحيحة، دون أن يتخذ الإرهاب منهجًا وسبيلاً كما زعموا.
* بلادنا المباركة المبادرة دومًا بكل ما من شأنه السلام العالمي والتسامح الإنساني والتعاون والتكافل البشري، من أجل سعادة واستقرار وطمأنينة هذا الجنس المكرم من الله المستخلف لعمارة الأرض وتنميتها.
* شعبنا المحب للخير المنفتح على الآخرين، إلا من شذ وخرج عن السياق المجتمعي المعروف، والشاذ عندنا وفي عرفنا لا حكم له وليس منا، فهو وإن كان سعودي الميلاد والنشأة إلا أنه لا يمثل الشخصية السعودية ذات الصبغة الإسلامية كما هو معروف، فنوح عليه السلام - كمثال في هذا السياق - نادى ولده الذي من صلبه حين فار التنور «يا بني اركب معنا»، ولم يستجب الولد لنداء أبيه فغرق بين يديه، وحزن على ذلك نوح عليه السلام حزنًا شديدًا للأبوة ذات العاطفة الجبلية الجياشة، فكان جواب الله له «إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح».
إن القراءة الأولية لهذا الخبر - الذي لقي ترحيبًا عالميًا وتقاطرًا إسلاميًا - تظهر لنا:
* توفيق الله عز وجل لقيادة بلادنا الحكيمة في اتخاذ قرارات مفصلية تعود على البشرية بالخير العميم فضلاً عن المسلمين.
* المكانة المرموقة والثقل الكبير للعاصمة الرياض - ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد وزير الدفاع قائد التحالف الإسلامي العسكري صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والدوحة السعودية المباركة، والشعب السعودي المتراص والمتكاتف - أقول... المكانة المرموقة لبلادنا المباركة في قاموس السياسيين والعسكريين بعالمنا الإسلامي الكبير، ولا غرو أن تحظى المملكة العربية السعودية بهذه المنزلة التي تشكلت جراء المكانة الدينية الفريدة، والقوة السياسية والاقتصادية التي لا نظير لها، والبصيرة والدبلوماسية التاريخية المعروفة.
* اتفاق دول العالم الإسلامي على أن هذا الإرهاب الذي يدعي وصلاً بالإسلام لا يمت لهذا الدين بصلة، بل هو خطر يهدد بلاد المسلمين المنتشرة في قارات العالم أجمع، ولذلك اجتمعت كلمتهم على اقتلاعه ومواجهته بكل قوة وحزم وإقدام.
* قناعة المنظّرين - المستشرفين لمستقبل هذا الداء- باستمراره زمانًا وامتداده مكانًا.
* الخطورة العالمية لهذا المد الإرهابي المتطرف الذي وإن اختلف اسمه من زمن لآخر، وتلبس بلبوس الدين فإنه جمع الشر كله، واجتمعت فيه صفات لم تجتمع لغيره من قبل. ولذلك كان لا بد من التحالف فكريًا وعسكريًا وسياسيًا من أجل اقتلاعه من بلاد المسلمين، بل بلاد العالم قاطبة، حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين عامة، ووقانا جميعًا شر من به شر، وحقن دماء المسلمين والذميين والمستأمنين والنساء والأطفال والشيوخ و...
* إن قيادة وطننا المعطاء المملكة العربية السعودية لهذا التحالف التاريخي المشهود ذي الصبغة الإسلامية الصرفة، يلقي علينا نحن الشعب السعودي تبعات ومسؤوليات «دينية ووطنية وإنسانية»، ولذا فالواجب على المواطن السعودي أيًا كان وفي أي مكان حل أن يكون حارس عقيدة وجندي وطن وصمام أمن فكر.. نعم كل منا على ثغرة فالله الله أن يؤتى ديننا أو تمس أرضنا أو يهدد شعبنا ويؤذى ونحن غافلون أو متخاذلون لا سمح الله، دمتم على خير وبخير، ودمت عزيزًا يا وطني وإلى لقاء والسلام.