محمد المنيف
قالوا إن الرسم ترفيه، وقالوا إن مادة التربية الفنية عبث وعبء، وقالوا إن الفن التشكيلي تحصيل حاصل، هؤلاء هم من يرون هذا الفن من زاوية معتمة، بينما يرى العالم هذا الفن بعيون فاحصة وعقول تقدر دوره الحضاري.
ولنا في الوطن قامات يمثلها رجال لهم مواقعهم العليا في المسؤلية والمكانة الاجتماعية يضعون إبداعات أبناء الوطن في ميزان التقدير ويرجحون كفة الاهتمام على كفة الإغفال أو التهميش نراهم يتفاعلون مع هذا الفن وفنانيه في كل مناسبة يتاح لهم مشاهدة بعض من إبداعات التشكيليين.
ولنا في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان مثال وشاهد حينما يضفي على الفن التشكيلي إعجابه وتقديره كما جاءت كلماته التي سطرها في معرض الفنان صالح النقيدان بمناسبة إقامة الملتقى الخامس للتراث في القصيم، هذه الإشادة لا تخص الزميل النقيدان بشخصه فقط وإنما يمثل فيها الفن التشكيلي السعودي في كل موقع قدم لفناني المملكة المنتشرين على أرض الوطن، يستلهمون مواضيع لوحاتهم ويستنهضون قدرات عقولهم وملكات إبداعهم من أرضهم ووطنهم يسجلون جنال تراثه الماضي والحاضر، ويستحضرون واقع المجتمع ويعيدون حراكه في لوحاتهم بيئة ومجتمعا.
هذا الوقف من الأمير سلطان ليس الجديد فقد سبقه أيضا تشريفه للمعرض الذي أقامه فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في عسير مشاركا في الملتقى الرابع للتراث.
وهناك الكثير مما عرف عن سموه من اهتمام بهذا الفن وفنانيه الذين تربطهم بالتراث جوامع مشتركة ويرون أن التراث أصل الإبداع وهويته فكان لهم مرجع ومصدر اعتزاز.
شكرًا للأمير سلطان والأمل معقود في سموكم أن يجد الفن التشكيلي متحفا ضمن ما تعد له هيئة السياحة من متاحف. أو بجانب من المتحف الوطني ليضيف من خلاله الفناين فنون العصور الماضية في جزيرتنا الغالية بفنون العصر الحديث الذي تعيشه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
أمل نعلم أنه في دائرة اهتمام سمو الأمير سلطان ننقله باسم التشكيليين في كل أرجاء الوطن الذين يشكلون دوائر إبداعية تتلاحم وتتداخل، كما هي حال المجتمع السعودي الموحد بفضل الله ثم بفضل من وحدها الملك عبد العزيز يرحمه الله.