د. خيرية السقاف
اليوم تضع قمة دول مجلس التعاون السادسة والثلاثون أقلامها بعد أن أشرعت أسنتها..
وقالت..!
قالت على صعيد الكون البشري:
لابد من التعاون البشري العالمي لمحاربة الإرهاب،
وهذا يعني تسخير القوى الكبرى لوضع خطط، وتنفيذها لحدٍّ صارم يفني منابع الإرهاب، يردم جداوله، يجففها، يصد مساربها،..
ولعل أولها محاربة السلاح، والجريمة، والعدوان، والكره، والخلاف، والفساد..
وقالت:
التعامل باحترام، وبعين الاعتبار من قِبل الدول الكبرى مع سيادة الدول العربية عامة، والخليجية خاصة، بمعنى:
كبح جماح شهوة التسيُّد العارمة، وعدم التدخل في شؤون الشعوب، والدول العربية، والإسلامية، وتشريعاتها، وقضائها تحديداً،..
وقالت:
دعم جسور العمل الجاد التكاملي، والتكافلي بين دول مجلس التعاون كلحمة واحدة، ومن ثم مده مع دول الجوار، فالعالم الشاسع على الأرض لصناعة حياة هنيئة بكل مقومات نجاحها، وسلمها، وسلامها، وتقدمها، وتطورها لكل فرد ينتمي لتربة وطنه العضو في منظومة دول الخليج، والجوار، والعالم بكله.
وقالت:
من أجل هذا،
تكون العناية، والحرص على الإنجاز العلمي، والأمني، والصناعي، والاقتصادي، والإبداعي، والإعلامي في كل دولة من دول الخليج، ومن ثم تبادل التعاون بهذا الشأن، بتبادل الخبرات، وتكافل الإمكانات، وشراكة المصالح بينها..
يبقى للفرد دوره في إنجاح هذه الأهداف،
يبرز هذا الدور حين يلتزم بمسؤوليته الفردية تجاه نفسه، وعند أدائه، بتفاعله مع أهداف التنمية والإنجاز، بمثل ما يكون على قادة القمة، ومسؤولي قطاعاتها جميعهم، والقائمين على الإشراف لتنفيذها أن يتيحوا له السبل، ويمكنوه من الدعم، ويوفروه له من الدافعية..!
فالفرد تكون عليه تفاصيل الأداء، والحرص على الإتقان، والوفاء بالدور، في حين تنهض خطط الإنجاز، والإنماء بضوابط التمكين، على مستوياتها العديدة ما يتعلق منها بالفرد ذاته، أو بطبيعة عمله، أو ببيئة هذا العمل، وبمنهجية سبل تحقيق الأهداف.
قمة العام السادس والثلاثين لدول الخليج في مجلس التعاون برئاسة المملكة، وضيافتها جاءت تحمل حاجات مجتمعاتها داخلياً، وخارجياً، ناقشت هموماً اعترتها جراء واقعٍ تتكالب فيه قوى الشر على الخير، وقد واجهت في جدولها بشفافية تحديات هذا الواقع بكل جوانب تحدياته الأمنية، والاقتصادية، والتنموية، والصناعية، والسياسية، وطرحت على طاولتها جملة ما يحدث وتفاصيله، وما يتوقع، وما تأمله من خير لأوطانها، وشعوبها، وجملة شراكتها، في مواجهة كل تحدٍّ، وفي مقترح ما يخرجها من هذه التحديات سليمة معافاة..، وما تحرص عليه من سيادة في التنمية، والإنجاز، والسلام.
ولعل المواطنين في هذه الدول أن يأخذوا بعين الاعتبار على أنفسهم تنفيذ كلِّ ما عليهم من أدوار،
إذ حين يؤدي كلُّ واحد منهم جزئية ما عليه من هذه الأدوار بعناية، وهمّة، وعزم، وإصرار، وصدق، وإخلاص، ومحبة، وانتماء، مع وعيه لأن يتقي مخالب الحشرات، وذئاب المطامع، ومتقصدي الإيذاء تتحقق عنه، ومن ثم عنهم معاً أهداف هذه القمة،
حينها ينهضون بذواتهم، فهي الذات الكلية لأوطانهم.