فهد بن جليد
هل تعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تقوم فيه ببيع (نفايات) منزلك (بالكيلو)؟ بل وتحرص على تفنيدها (الزجاج لوحده)، و(الورق لوحده)، و(البلاستيك لوحده) وهكذا..؟!.
كنت أعتقد أن هذا ضرب من الخيال لا يحدث إلا في المدينة الفاضلة، أو في المجتمعات المتحضرة، قبل أن استمع (لمهندس سعودي) وقف أمام لجنة تحكيم، من أجل الحصول على دعم لهذه المبادرة التي ستخلق تحولاً كبيراً يجعل من النفايات - أكرمكم الله - قضية مربحة للمنازل والأفراد، بدلاً من الشركات الناقلة التي تربح (مئات الملايين) من مخلفات منازلنا يومياً..!.
بل إن (النفايات) هذه القضية المقلقة والمزعجة، التي أنهكت (دولاً) وتسببت في أزمات ومخاطر صحية، ستتحول إلى مشروع مربح، ودخل إضافي للمنزل، عندما تتغير طريقة جمعها على مستوى العالم..!.
الفكرة سعودية 100 % وتهدف إلى ابتكار (ماكينة نفايات ذكية) تقوم بتصنيعها شركات متخصصة لتدوير المخلفات، تركب في الأحياء لتعمل بالطاقة الشمسية، ويكون هناك (رقم سري إلكتروني) لكل عميل، أو بطاقة إلكترونية لكل منزل، حتى تتعرف الحاوية على المشترك قبل رمي (القمامة) التي يتم فرّزها، ووزنها آلياً، وإضافة النقاط للبطاقة أو الرصيد، وفي نهاية الشهر يتم احتساب قيمة المخلفات واستبدالها بأموال أو بضائع.. !.
لن ألومك إذا توقعت أن هناك صعوبة في التطبيق، وربما قلت إن ثقافة المجتمع و(العيب) ترفض مثل هذا التطور، وقد تتساءل ما الذي ستستفيده شركات (تدوير المخلفات) من دفع أموال، وتصنيع مكائن جمع وفرز آلية، وهي تحصل على المخلفات مجاناً.. الأسئلة كثيرة، وحتى تطمئن فإن (لجنة التحكيم) طرحت كل التساؤلات التي تتوقعها والتي لا تتوقعها، حتى لا يتم تمويل المشروع، ولا يتم تصنيع (مكائن تجريبية) لقياس مدى نجاح الفكرة محلياً..؟!.
في النهاية أنا متأكد أنه سيأتي اليوم الذي تكون فيه هذه (الفكرة السعودية) واقعاً ملموساً، ولكن بعد أن تتحول إلى (فكرة أجنبية)، نستوردها من شركات غربية أو شرقية.. تدرون لماذا؟!.
لأننا ببساطة لم نشجع شبابنا، بينما يسترق (نفر) من الأجانب السمع، ويولون الدبر، لتعود إلينا (أفكارنا).. منتجات بعد حين؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.