فهد بن جليد
بات من المؤكَّد أننا نقوم بتغيير حياة القرود في جبال السروات، ومساعدتها للعودة لمساكنها الأصلية في جبال عسير جنوباً حتى الطائف شمالاً، والتحذير من إطعامها في الأحياء السكنية، حتى لا تفكر أنها يجب عليها أن تستأنس وتسكن معنا؟!
هل تصدَّق أن مجموعة من حملة الدكتوراه، والباحثين، اجتمعوا على مدى يومين في جامعة الملك خالد بأبها (للتفاكر) في مشاكل (قرود البابون) بدعوة من الهيئة السعودية للحياة الفطرية، إحنا أصلاً لاقين حل لمشكلة (سكن) البشر، حتى نفكر في تسكين القرود؟!
الحياة الفطرية تقول إن عدد القرود في السعودية يتراوح ما بين 250 - 350 ألف قرد، ويجب التفكير في حلول لمشاكلها المعيشية، وعلاقتها بالبشر، بل إنها تطلب من وزارة الزراعة المشاركة في البحث والتفكير في الحلول والدراسات المطروحة، وسن قوانين جديدة تحكم العلاقة بين البشر والقرود، حتى تسكن القرود في الجبال بدلاً من السكن في المزارع ومهاجمة البيوت، وتطلب من وزارة الصحة التدخل لحل هذه المشاكل عبر التوعية بالأضرار الصحية التي تخلفها القرود المستأنسة في المنازل!!
أنا شخصياً وبعد تفكير عميق، قرَّرت قطع علاقتي مع (القرود) بشكل نهائي، والتوقف عن إمدادها بالموز، والفستق، في كل مرّة أزور فيها الطائف، حتى لا أغيّر من تفكير القرود، وخصوصاً أن الأهالي سبق أن تقدَّموا لشرطة الطائف بشكوى رسمية سُجلت في عام 1429هـ ضد (القرود) التي تهاجم المنازل والمزارع، ولا تريد الخروج منها، لأنها تفكر أنها مساكن خاصة لها!
التحقيقات - آنذاك - كشفت أن الإنسان متورّط سيكولوجياً في تغيير فكر صغار (جماعات قرود البابون)، بعد أن قام بالاحتطاب وقطع الأشجار، والاعتداء على مساكنها في الجبال، ورمي مخلفات الطعام لها في الأودية القريبة، وإطعامها من قبل الزوار والمصطافين، وهو ما جعل فكرها يتغيّر، لتستأنس بالسكن في الأحياء والمزارع، واستيطانها!
يبدو أن سقف طموح وآمال المجتمعين في أبها هذا الأسبوع (عال جداً)، حيث اتفقوا على ضرورة وضع إستراتيجية عامة تحكم العلاقة بين البشر والقرود!
نحن في حاجة لترجمة وإبراز نتائج هذا المجهود الحكومي لتستفيد الدول الأخرى وجماعات حقوق الحيوان تحديداً، أشعر بسعادة وفخر كبير، لأن الأجهزة الحكومية تجتمع في ورشة علمية، لمناقشة مشاكل القرود، والتفكير بحلول عملية لضمان حياة سعيدة لها، بعيداً عن بيوت المواطنين!
يا بخت القرود، وجدت من يفكر لها بحلول عملية!
وعلى دروب الخير نلتقي.